افتتحت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، أكبر قنصلية لها على مستوى العالم في مدينة أربيل، في خطوة تُعد رسالة سياسية بشأن طبيعة العلاقة مع إقليم كردستان.
وجرت مراسم الافتتاح بحضور رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، إلى جانب نائب وزير الخارجية الأمريكي مايكل ريغاس، وسط حديث رسمي عن "شراكة طويلة الأمد" تربط أربيل بواشنطن.
وخلال الاجتماع الذي سبق الافتتاح، وصف مسعود بارزاني الحدث بأنه يوم تاريخي في العلاقات بين الولايات المتحدة وإقليم كردستان، مشيراً إلى أن الدعم الأمريكي للإقليم منذ التسعينيات شكّل الأساس الذي مكّن كردستان من بناء مؤسساتها، سواء خلال مرحلة منطقة حظر الطيران أو في الحرب على تنظيم داعش، التي قدّمت فيها قوات البيشمركة تضحيات كبيرة.
وأكد بارزاني أن العلاقات مع الولايات المتحدة "مستمرة في مختلف المجالات"، مشيراً إلى "دور واشنطن في دعم الاستقرار ومنع تكرار موجات العنف التي تعرض لها الإقليم سابقاً".
من جانبه، شدد ريغاس على أن افتتاح القنصلية الجديدة "رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة تقف مع إقليم كردستان قوي ومستقر وآمن"، مؤكداً استمرار التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي.
وأدان ريغاس الهجوم الأخير على حقل كورمور للغاز في محافظة السليمانية، وطالب بوضع حد لهذه الهجمات، التي اعتبر أنها تستهدف استقرار الإقليم والمنطقة.
كما وضع المسؤول الأمريكي افتتاح القنصلية ضمن التزام طويل الأمد تجاه العراق وكردستان، مؤكداً أن "واشنطن ترى في أمن الإقليم جزءاً من أمن الشرق الأوسط ككل".
وخلال مراسم الافتتاح، قال رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، إن "العلاقة مع الولايات المتحدة تنتقل الآن إلى فصل جديد من العمل المشترك، بعد سنوات من التنسيق العسكري ضد تنظيم داعش".
وأوضح بارزاني أن "الحكومة الحالية مستمرة في دعم السياسات الأميركية في المنطقة، إذ تتطلب المرحلة الحالية تعاوناً أكبر في ملفات الاقتصاد وإعادة البناء، بالتوازي مع التفاهم مع بغداد بشأن تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة واحترام الاستحقاقات الدستورية".
ويُعد المبنى الجديد للقنصلية الأمريكية في أربيل الأكبر من نوعه عالمياً من حيث المساحة والتجهيزات، ويضم مجمعاً دبلوماسياً متكاملاً بمواصفات أمنية وتقنية عالية.