الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
رغم الترحيب المحلي والدولي بسقوط نظام بشار الأسد، فإن المخاوف بشأن المرحلة المقبلة ما زالت قائمة وتقود القلق في الداخل السوري، لاسيما مع ما يحوم من انقسامات داخلية واحتمالات فوضى.
وربط خبراء في الشأن السوري تصاعد هذه المخاوف واستمرار القلق بعدة جوانب أبرزها استمرار العدوان الإسرائيلي غير المبرر الذي يطال البنية العسكرية لسوريا، بجانب أطماع من دول إقليمية وجارة، لإيجاد نفوذ في سوريا.
وأشاروا إلى القلق حول مستقبل الجيش الذي يدور حوله رغبات بحله وتفكيكه وتبديله بكيان آخر مسلح، ومخاوف من تبعات حالة الفوضى التي خلفها نظام الأسد.
المحلل السياسي السوري، أحمد حاميش، قال إنه بالرغم من وجود ترحيب محلي ودولي بسقوط نظام الأسد، فإن طبيعة القوى المؤثرة في سوريا وتنوع تبعيتها، يولد القلق حول وجود خطر على وحدة سوريا في المقام الأول .
وأوضح حاميش، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من أبرز أشكال القلق استمرار العدوان الإسرائيلي غير المبرر الذي يطال البنية العسكرية لسوريا، إلى جانب أطماع من دول إقليمية وجارة، لإيجاد نفوذ في سوريا، تعكس أهدافها في الداخل بعض التيارات أو القوى التي تعمل لصالح ذلك.
وأشار إلى العقوبات المفروضة على سوريا التي خلفها النظام السابق، مؤكداً أن الجميع ينتظر تحويل الأقوال إلى أفعال، من جانب القائمين على السلطة.
ولفت إلى أن أكبر التحديات التي تحقق تهديداً وقلقاً حول مستقبل سوريا التعامل مع الفوضى التي خلفها هروب رأس نظام الأسد في ظل ترك السلاح في أيدي مواطنين، سواء كانوا موالين أو معارضين؛ ما يشكل خطراً كبيراً على جموع المدنيين؛ الأمر الذي يتطلب ضرورة تنظيم قوات الجيش والشرطة والإدارة المحلية، والعمل على ترتيب مؤسسات الدولة، حتى يكون هناك نوع من الأمن والاستقرار.
وذكر حاميش أن غالبية الشعب فرحوا بسقوط النظام ولكن هناك خطر الانقسامات الداخلية ومخاوف التقسيم، وسط انتظار دستور ينصف جميع المكونات وحكومة تلبي تطلعات الجميع، مشدداً على عدم أحقية حكومة تيسير الأعمال أو أحمد الشرع "الجولاني" بالدعوة لمؤتمر وطني شامل بهذا الخصوص.
ويرى الباحث السياسي السوري، مروان حداد، أن هناك أموراً تسبب هذا القلق، تتعلق في الصدارة بمستقبل الجيش الذي يجب ألا يتم التعامل معه على أنه محسوب على نظام معين ومن ثم يكون الادعاء بتفكيكه أو حله أو تبديله بكيان آخر مسلح، مشدداً على أن هذا الجيش ملك السوريين جميعاً وأدواته ووحداته ونظمه وأسلحته وآلياته من أموال الشعب السوري، وأن الذهاب إلى التخلص منه سيكون بمثابة تمهيد الطريق لضياع الأمن وتفكيك سوريا وتقسيمها.
وبيّن حداد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن القلق مرتبط بشكل أساسي بالأيادي التي تلعب في الداخل السوري ما بين قوى إقليمية تريد أن تأخذ سوريا كلها تحت وصايتها لتكون امتداداً لها، موضحاً أن الحديث هنا عن تركيا، في حين أن هناك قوى دولية ترغب في تقسيم البلاد، وذلك بتغذية بعض المكونات الداخلية من أجل ذلك.
ونبه حداد إلى أن عدم وجود مؤسسات والسير في تأسيس مؤسسات موازية، يعزز جانباً كبيراً من الخوف، ليس فقط على مستقبل سوريا، ولكن ارتداد ذلك على محيطها العربي القادر على معاونة سوريا لتكون دولة تلبي تطلعات شعبها وفي الوقت نفسه التصدي لمحاولات الانفراد بها من قوى إقليمية أو دولية.
وحذر حداد من نبرة الانتقام التي يصاحبها صوت عالٍ تجاه مجموعات أو أقليات، يتم تصوير صمتها في الماضي على أفعال نظام الأسد بغرض حماية نفسها، على أنها كانت متعاونة معه، على عكس الحقيقة، مؤكداً أن سوريا المنتظرة يجب ألا يكون فيها أي نوع من الانتقام، وأن تكون المحاسبة بالقانون، وترك إعادة التدوير والفرز لعمليات الاستحقاق، سواء النيابية أو الرئاسية أو "المحليات".