شهدت مدينة مصراتة الواقعة شرق العاصمة الليبية بـ187 كلم الساعات القليلة الماضية اشتباكات مسلحة عنيفة بين جهازين أمنيين تابعين لحومة الوحدة الوطنية المؤقتة، بسبب خلافات حول مناطق الانتشار، ما أجل الرحلات الجوية وعرّض المدنيين لإصابات.
وعاد الهدوء الحذر إلى المدينة وفي جزيرة السكت تحديداً بعد "ليلة بيضاء" استخدم فيها المسلحون خلال الاشتباكات، الأسلحة المتوسطة والخفيفة والمقذوفات التي وصلت بالقرب من مستشفى الأورام، متسببة في إغلاق مطار مصراتة أيضا وفرض حظر تجوال ليلي.
وتعرض عدد من المواطنين لإصابات وصلوا مستشفى طوارئ مصراتة نتيجة المواجهات التي امتدت إلى طريق المطار في منطقة الغيران، ثم إلى جزيرة الزباطي، بعدما أغلقت لساعات سيارات مسلحة الطريق المؤدي إلى مطار مصراتة بالكامل في الاتجاهين.
وأكدت المُؤسسة الوطنية لحقـوق الإنسان بليـبيـا إطلاق الأعيرة النارية بشكلٍ عشوائي في المنطقة، ودعت جميع المواطنين والمقيمين القاطنين بالقرب من مناطق التوتر عدم التحرك في محيط هذه المناطق، وأخذ الحيطة والحذر، واستخدام الطرق العامة البعيدة عن محيط الاشتباكات المسلحة.
وقال مصدر أمني ليبي لـ"إرم نيوز"فجر اليوم الجمعة إن قوة العمليات المشتركة سيطرت على المنطقة في أعقاب محاولات الكتيبة 24 مشاة التابعة لوزارة دفاع حكومة عبد الحميد الدبيبة، عرقلة الدوريات الأمنية من البحث الجنائي وقوة عمليات المشتركة التابعة أيضا لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بطرابلس.
وتعود تفاصيل المواجهات المسلحة بعد مداهمة نفذتها قوة العمليات المشتركة مساء الخميس، لعدد من أوكار الاستراحات المشبوهة في منطقة السكت والقبض على مجموعة ليتبين أنهم مجموعة تابعة للكتيبة 24 مشاة تحت إمرة المدعو نجيب غباق، وعليه قامت مجموعته بالانتشار في الموقع في محاولة لمنع أي مداهمات جديدة بدعوى أن المكان يعتبر مربعا أمنيا تابعا لهم.
بدورها، استخدمت قوة العمليات المشتركة القوة للسيطرة على الموقف بعد محاولات لعرقلة مهامها الأمنية.
وأفادت المصادر ذاتها، أن المقبوض عليهم أثناء تنفيذ العملية سيتم إطلاق سراحهم، بعد إلزامهم بالتوقيع على تعهد بعدم التعرض لعمل دوريات البحث الجنائي والقوة المشتركة مستقبلا.
وأغلب أفراد ما يعرف بـ"كتيبة 24" مشاة التابعة لرئاسة الأركان بوزارة الدفاع، من بقايا كتيبة "ثوار حطين"، إحدى كتائب مصراتة التي واجهت كتائب معمر القذافي، ولاحقت فلوله إلى الجنوب الشرقي والغربي. واعتبرت أول كتيبة ثوار أُلحقت بأجهزة الدولة النظامية بأرقام عسكرية وتلقت تدريبات مكثفة.
وتعد مصراتة من أكبر المدن في الغرب الليبي، والتي تشهد من حين لآخر توترات مسلحة بسبب صراعات على النفوذ بين المجموعات المتنافسة.
وبالتوازي، كانت العاصمة طرابلس تعيش اشتباكات مماثلة، حيث أشارت إلى سماع دوي إطلاق نار من أسلحة متوسطة وثقيلة في محيط منطقتي الدريبي وغوط الشعال، ما أثار الهلع بين السكان.
وفي سبتمبر الماضي، تم الإعلان عن اتفاق بين حكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب التابع للمجلس الرئاسي، بوساطة تركية ورعاية المجلس الرئاسي والبعثة الأممية، يقضي بتشكيل قوة موحّدة لتأمين مطارات طرابلس ومصراتة وزوارة، وتسليم مطار معيتيقة لكتيبة أمن المطار، ما أنهى توترا أمنيا استمر منذ منتصف مايو الماضي.