تحوّلت قضية وجود العشرات من مقاتلي "حماس" المحاصرين في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، إلى تهديد جدي لاتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مهاجمته عددًا من المقاتلين في رفح جنوبي قطاع غزة، مشيرًا إلى أنهم كانوا يتحصنون داخل مدرسة شرقي المدينة.
وقال المحلل السياسي، أكرم عطا الله، إن "استمرار وجود عناصر من حماس داخل الأنفاق يشكل إشكالية جدية في ظل اتفاق وقف إطلاق النار، إذ يُنظر إليه كعامل تهديد لاستقرار الاتفاق".
وأضاف عطا الله، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تعتبر أن الخط الأصفر يمنحها حرية التحرك في المناطق التي يُعتقد بوجود المقاتلين فيها، ما يعني أن أي اشتباك يحدث هناك قد يُستخدم ذريعةً لإعادة تفجير الموقف ميدانيًا".
وأشار إلى أن "إمكانية قيام إسرائيل باقتحام الأنفاق أو تصفية المقاتلين تبقى قائمة، لكنها معلّقة على توفر المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول أماكنهم، وهو ما يبدو غير متوفر حتى اللحظة".
ولفت إلى أن "إسرائيل، رغم قدرتها، لم تتدخل حتى الآن، ربما لعدم تيقنها من المواقع الدقيقة، ما يترك المسألة مفتوحة على احتمالات عدة، قد يؤدي أحدها إلى انهيار الاتفاق وخسارة المسار الأمريكي الساعي لتثبيت التهدئة".
ومن جانبه، قال المحلل السياسي، ثابت العمور، إن "وجود مقاتلي حماس في الأنفاق يُعد أمرًا طبيعيًا في ظل استمرار التواجد الإسرائيلي في مناطق جنوب قطاع غزة، خصوصًا أن قواته تسيطر على أكثر من نصف مساحة القطاع".
وأضاف العمور، لـ"إرم نيوز"، أن "طرح هذا الملف جاء بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، دون الالتفات إلى واقع الميدان، حيث ينتشر المسلحون خلف خطوط الجيش الإسرائيلي بشكل اعتيادي في ظروف الاحتلال".
وتابع أن "الاشتباك الأخير بين المقاتلين وقوات الجيش الإسرائيلي، أعاد تسليط الضوء على هذه القضية"، مشددًا على أن "حماس ترى في تأمين خروج آمن لمقاتليها أولوية قصوى، في حين يعتبر الاحتلال تحييدهم ضرورة لضمان عدم تعرّض جنوده لهجمات".
وأشار إلى أن "الوسطاء ينظرون إلى هذه القضية باعتبارها تهديدًا لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار، ما يجعل معالجتها أولوية في المرحلة الحالية".
واستبعد العمور قيام إسرائيل باقتحام الأنفاق، مؤكدًا أن "المقاتلين لا يتمركزون في موقع واحد، بل ينتشرون ضمن عُقد قتالية متفرقة، وقد أثبت الجيش الإسرائيلي خلال عام ونصف العام من السيطرة على رفح أنه عاجز عن حسم المعركة".
وختم بالقول: "السيناريوهات العسكرية في هذا الملف معقدة وقد تطيح بالاتفاق برمّته، ما يجعل الحل المرجّح هو التفاهم على انسحاب آمن لهؤلاء المقاتلين، أو إيجاد تسوية عبر نقلهم إلى دولة ثالثة".