وجَّه قائد حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان بضع رسائل إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أكد فيها، أن الحل القانوني والديمقراطي هو السبيل الأمثل لحل القضية الكردية في سوريا بعيدًا عن الصراع والعنف.
ويرى الخبراء أن هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار قبل الشروع في الحل الديمقراطي، مثل: التوجهات الدولية خلال التغيرات الحالية، ودور القوى المتدخلة في المنطقة.
وقال الأكاديمي والمحلل السياسي توفيق أوسلوأوغلو، إن جميع دول المنطقة، بما في ذلك أوروبا، تعيش ظروف الحرب، ويتم تحديد النفقات الصناعية والتوظيف والزراعة والتجارة وفقًا لمتطلبات ظروف الحرب، ومع تحول "الأمن العالمي" إلى نوع من الاقتصاد السوقي، ومرور العالم بمرحلة من الفوضى، فإن الخطابات الديمقراطية ليست فعالة وفرص تحقيق نتائجها منخفضة.
وأضاف أوغلو لـ "إرم نيوز" أن احتمالية تحقيق الديمقراطية في سوريا واحتمالية تعايش جميع الشعوب والمعتقدات معًا تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، وعند مناقشة هذا الأمر في سياق قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نجد أن وصول العرب والأكراد إلى هذه المرحلة كان نتيجة لتعزيز تسليحهم لحماية مناطقهم.
وأوضح أن حسابات الدول، مثل: الولايات المتحدة وإسرائيل، والدور الروسي، وحسابات تركيا داخليًّا وخارجيًّا، ونداء زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي بشأن أوجلان ورسائله الأخيرة إلى قسد، ومحادثات إمرالي، والنتائج التي قد تترتب على وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا، كلها أمور متوقعة، ومع ذلك، فإن تحقيق السلام والحل الديمقراطي في المدى القصير لا يبدو ممكنًا بالنسبة للمنطقة أو للقضية الكردية.
وتابع أنه في ظل تدخل العديد من القوى في سوريا، لا يبدو أن أي تقاسم للسلطة أو حل للأزمة السورية سيكون ممكنًا في المدى القريب دون توترات حتى لو تدخلت شخصيات، مثل: أوجلان وما يمثله بالنسبة للأكراد، إذ لا يبدو ممكنًا أن يسيطر الأكراد السوريون على منطقة الشرق السوري الواسعة أو أن يكون لهم تأثير فعال بهذا الشكل.
وخلص إلى أن هناك مؤشرات على أن المنطقة مقبلة على فترة من التوتر في مارس أو أبريل على أبعد تقدير، ومع ذلك، فإن الأمل يكمن في تحقيق الاستقرار والأمن من خلال نظام ديمقراطي، تشاركي، عادل، ومتساوٍ، يضمن تمثيل الجميع.
بينما يرى المحلل والباحث السياسي عزيز تونتش أن حل القضية الكردية في سوريا بعيدًا عن الصراع والعنف ممكن، موضحًا أن الهجمات على الشرق السوري لا تأتي من القوات السورية، بل من الجيش الوطني الحر المدعوم تركيًّا والقوات التركية، ولا توجد أي قوة سورية تهاجم الأكراد.
وأضاف تونتش لـ "إرم نيوز" أنه في حال تم خلق بيئة ديمقراطية، فإن التخلي عن سياسة "الإبادة المتبادلة" سيغير التوازنات، سواء من قبل الشعوب المرتبطة بالإدارة الذاتية في شرق الفرات أو من قبل الشعب السوري عمومًا.
وأوضح أن النظام الديمقراطي والمكاسب التي حققتها الإدارة الذاتية ستلقى قبولاً أوسع لدى الفئات المجتمعية، وكما هو الحال في الإدارة الذاتية للشرق السوري، سيكون من الممكن لكل جماعة مجتمعية أن تحافظ على وجودها مع ضمان حقوقها الديمقراطية في "الوطن المشترك".
في هذا السياق، قال تونتش إن النقاشات الدائرة تستند إلى تلاعب يهدف إلى تحريف الحقائق، ومع ذلك، ستبقى رسائل أوجلان قابلة للقبول وليس للتطبيق، خاصة وأن قوات قسد بجناحيها السياسي والعسكري ستُظهر المرونة اللازمة لضمان تحقيق السلام والديمقراطية واستمراريتهما.
وأشار إلى أن هذا لا يعني أنهم سيتخلون عن نظامهم الديمقراطي الحالي أو عن المكاسب التي حققوها، ما يضع تنفيذ رسائل أوجلان من قبل قسد أمام خيارات صعبة.