نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تفاصيل جديدة حول تسليم الفصائل السورية المسلحة للأمريكي ترافيس تيمرمان الذي كان مسجونا في سجون نظام بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن تيمرمان تم تسليمه إلى الحكومة الأمريكية ونقله إلى الأردن يوم الجمعة، بعد إطلاق سراحه أثناء الانهيار الفوضوي لنظام الأسد.
تم العثور على ترافيس تيمرمان على مشارف دمشق يوم الخميس بعد احتجازه لمدة سبعة أشهر في سجن تسيطر عليه حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي كان هروبه من سوريا هذا الشهر بمثابة نهاية دراماتيكية لعقود من الحكم الاستبدادي لعائلته، وفق الصحيفة.
وأشارت "هيئة تحرير الشام" يوم الجمعة إلى أنها سلمت تيمرمان إلى حامية عسكرية أمريكية في جنوب شرق سوريا.
وأشار مسؤول دفاعي أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسألة حساسة، إلى أن تيمرمان نُقل إلى الجيش الأمريكي ثم نُقل بطائرة عسكرية إلى الأردن.
ويبدو أن عملية التسليم التي توسطت فيها قوة المهام الطارئة السورية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، كانت بمثابة أول اتصال مباشر بين أفراد من القوات الأمريكية والمتمردين السوريين الذين تولوا السلطة هذا الشهر، وفق الصحيفة
وتعتبر الحكومة الأمريكية هذه الجماعة المتمردة منظمة إرهابية.
ونشرت منظمة SETF صورًا لعملية التسليم مع صحيفة "واشنطن بوست".
وفي الصور، يظهر تيمرمان واقفًا بين ممثل "هيئة تحرير الشام" وضابط عسكري أمريكي في حامية التنف، بالقرب من الحدود السورية مع الأردن والعراق.
وقالت المجموعة السورية المعارضة، التي تسعى للحصول على الشرعية الدولية، إنها تسعى للعمل مع الولايات المتحدة لتأمين إطلاق سراح جميع الأمريكيين المحتجزين لدى نظام الأسد . ويشمل ذلك الصحافي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا في عام 2012.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الحادثة توضح كيف أن الفوضى التي أعقبت الإطاحة بالأسد تؤثر على دول بعيدة كل البعد عن الشرق الأوسط. كما أنها تسلط الضوء على الحقائق غير المريحة التي يتعين على واشنطن مواجهتها في سعيها إلى دعم انتقال سوريا إلى مستقبل أكثر استقراراً وفي الوقت نفسه المضي بحذر في التعامل مع مجموعة ذات جذور متطرفة عميقة.
وقال تيمرمان، وهو من ولاية ميسوري، للصحفيين إنه عبر إلى سوريا هذا العام من لبنان المجاور، وتم القبض عليه بالقرب من الحدود ونقله إلى سجن في دمشق. ووصف رحلاته بأنها "حج" لأغراض "روحية".
وبعد خبر تسليمه، قال زوج أم تيمرمان، ريتشارد غاردينر، لصحيفة "واشنطن بوست" يوم الجمعة: "مجرد رؤيته على قيد الحياة أمس كان أمرا رائعا".
وقالت والدة تيمرمان، ستايسي جاردينر: "لقد كنت في حالة من التوتر الشديد. أعصابي تدفعني إلى الجنون. أتمنى أن يعود إلى المنزل غدًا، لكنني لا أعرف كم من الوقت سيستغرق ذلك".
وذكر والدا تيمرمان أنهما لا يعرفان ما هي الخطوات التالية للاجتماع مع ابنهما في الولايات المتحدة.
في الأصل، أنشأت القوات العسكرية الأمريكية وجوداً في التنف كجزء من الجهود الرامية إلى تدريب القوات السورية على محاربة تنظيم داعش.
لكن المهمة بحسب الصحيفة في القاعدة المعزولة المليئة بالغبار تحولت في نهاية المطاف إلى جزء رئيسي من الجهود الأمريكية لمنع النفوذ الإيراني المتزايد في مختلف أنحاء سوريا والشرق الأوسط. فقد اشتبكت القوات الأمريكية هناك مراراً وتكراراً على مر السنين مع قوات معادية تابعة في الغالب لإيران.
