logo
العالم العربي

بعد انتقادات ماكرون.. هل تتخذ أوروبا "موقفاً صلباً" ضد خطة ترامب لغزة؟

بعد انتقادات ماكرون.. هل تتخذ أوروبا "موقفاً صلباً" ضد خطة ترامب لغزة؟
دونالد ترامب وإيمانويل ماكرونالمصدر: رويترز
12 فبراير 2025، 3:36 م

رجّح خبراء فرنسيون أن تفتح تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرافضة لتهجير سكان غزة، الباب أمام موقف أوروبي "أكثر صلابة" تجاه السياسات الإسرائيلية في المنطقة.

وكان ماكرون أكد أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، لا تدخل ضمن عملية عقارية، بل إنها "عملية سياسية"، داعياً إلى "احترام" الفلسطينيين وجيرانهم العرب، رافضًا خطة ترامب، بشأن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

ماكرون: خطة ترامب بشأن غزة ليست صفقة عقارية بل "عملية سياسية"

الموقف الفرنسي والأوروبي

ويرى الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، بيير لافاليت، أن "موقف ماكرون ليس مجرد تصريح دبلوماسي عابر، بل يعكس توجهًا أوروبيًا ناشئًا يسعى للابتعاد عن الطرح الأمريكي التقليدي، خاصة في ظل التوترات بين باريس وتل أبيب".

وأضاف لافاليت، لـ"إرم نيوز"، أن "هذا النهج قد يضع فرنسا في موقع قيادي داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الملف الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "هذه المواقف تعكس رفضًا واضحًا لخطط تهجير سكان غزة، والسيطرة على القطاع، وتنسجم مع ردود فعل دولية أخرى رافضة لمقترح ترامب".

ولفت إلى موقف الصين التي أعربت عن معارضتها للتهجير القسري لسكان القطاع، مؤكدة "أهمية العودة إلى مسار التسوية السياسية القائمة على حل الدولتين".

ووفق لافاليت، فإنه"رغم ذلك لا توجد حتى الآن مؤشرات واضحة على تبني الاتحاد الأوروبي موقفاً موحداً بشأن هذه القضية".

وقال إن تباين المواقف بين الدول الأعضاء والتحديات السياسية الداخلية لكل دولة قد تعوق الوصول إلى إجماع أوروبي تجاه هذه القضية.

وأشار إلى أن تصريحات ماكرون قد تشكل خطوة نحو تحفيز النقاش داخل الاتحاد الأوروبي حول تبني موقف أكثر تنسيقاً تجاه قضايا الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

بدوره، قال المحلل السياسي في مؤسسة مونتين البحثية، كريستوف بوفييه، إن رفض ماكرون لخطة ترامب يتماشى مع مساعي باريس للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، لكنه يعتمد على مدى تجاوب العواصم الأوروبية الأخرى. 

وأضاف بوفييه، لـ"إرم نيوز"، أن ألمانيا وإسبانيا قد تلتحقان بالموقف الفرنسي، بينما قد تتردد دول، مثل بولندا وإيطاليا، خشية الدخول في مواجهة مع واشنطن.

خطاب أوروبي مناهض لإسرائيل

ورغم أن موقف ماكرون يعزز الخطاب الأوروبي المناهض لبعض السياسات الإسرائيلية، إلا أن توحيد الموقف الأوروبي يتطلب إجماعًا داخل الاتحاد، وهو أمر لا يزال غير محسوم.

وبحسب المحللين، فإن الضغط الدبلوماسي الفرنسي قد يشكل نقطة تحول في هذا الملف.

وبالإضافة إلى ذلك، أشار ماكرون إلى أن لبنان انجرف إلى حرب مع إسرائيل رغمًا عنه، مؤكدًا ضرورة العمل لإقامة دولة فلسطينية. 

ورأى بوفيه أنه بينما تعكس تصريحات ماكرون رفضاً لخطة ترامب، وتؤكد على دعم حل الدولتين، فإن تشكيل موقف أوروبي موحد يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة وتوافقاً بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وبالإضافة إلى تصريحات ماكرون الرافضة لخطة ترامب بشأن قطاع غزة، أصدرت جهات دولية أخرى مواقف مشابهة، فقد أكد الاتحاد الأوروبي أن قطاع غزة يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، مجددًا التزامه بحل الدولتين كوسيلة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. 

أخبار ذات علاقة

أعلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي: غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية

ومع ذلك، لُوحظ أن رد فعل الاتحاد الأوروبي كان محدودًا، حيث اكتفى بإصدار بيان يعيد التأكيد على دعمه لحل الدولتين، دون إدانة مباشرة لخطة ترامب أو الإشارة إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ويعكس هذا الموقف حذراً أوروبياً، ربما بسبب مخاوف من تداعيات تجارية مع الولايات المتحدة. 

ورغم هذا الحذر، أصدرت دول أوروبية، مثل: ألمانيا، فرنسا، وإسبانيا، إدانات أقوى لخطة ترامب، مؤكدين على أهمية احترام القانون الدولي، وحقوق الفلسطينيين. 

بدورها، حذرت الأمم المتحدة من أن أي محاولة لتهجير سكان غزة قد ترقى إلى "تطهير عرقي"، مؤكدة أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC