"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
تتدافع مبادرات دولية تشاورية في غياب الليبيين، وأخرى محلية تُقصي الأطراف الغربية من طاولة الحوار، بهدف كسر الجمود السياسي المفروض منذ تعثر إجراء الانتخابات قبل ثلاث سنوات، على أمل أن تُفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية لأول مرة.
وفي غياب الليبيين، تحتضن لندن مؤتمرا لمناقشة عدة محاور حول الملف الليبي، منها مراجعة المخاطر الناتجة عن استمرار الوضع الحالي، وقضايا التنافس الدولي والخلافات بين الأطراف المعنية، بالإضافة إلى الاتفاق على مجالات التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار.
تشاوري لندن
ويركز اللقاء التشاوري الذي يستمر أيام الأربعاء والخميس والجمعة بالشراكة مع وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث على العناصر المطلوبة لتقديم نهج دولي منسق يهدف لتحقيق الاستقرار طويل الأمد في ليبيا.
ووفق ما جاء في دعوة المؤتمر أن "ليبيا تعاني من انقسام سياسي وخلل وظيفي يعوق استقرارها، والعملية السياسية للأمم المتحدة، المسار الدولي المعترف به لمعالجة هذه الأزمة، متعثرة بسبب عاملين رئيسيين هما الانقسامات السياسية الداخلية في ليبيا، والتنافس الدولي".
ومن المواضيع المطروحة أيضا في المؤتمر "السياق السياسي لليبيا"، ومناقشة ترتيب الانتخابات بما يتناسب مع تسوية سياسية شاملة، وبحث كيفية توحيد المؤسسات الأمنية وضمان السيطرة الوطنية على استخدام القوة، و"تقييم الوضع السياسي الداخلي والدولي"، و"استعراض المصالح الدولية المرتبطة بليبيا".
كسر الجمود السياسي
ويؤكد المحلل السياسي محمد امطيريد أن المؤتمر الذي تحضره دول ما يسمى بأصدقاء ليبيا، وهم 3+2+2 يهدف إلى كسر الجمود السياسي والذهاب لتأسيس حكومة موحدة ووقف التمدد الروسي في البلاد.
ويشير المحلل في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى مقترح تقدمت به السعودية لاستضافة لجنة الحوار الليبية القادمة التي قد تضم أطرافا نافذة وفاعلة على أرض الواقع، متوقعا أن يشهد العام المقبل إجراء الانتخابات بعد نجاح الاقتراع البلدي الذي أجري الشهر الماضي، وأعطى صورة إيجابية عن الوضع السياسي.
إحاطة مرتقبة
من جانبه، يقلل عضو مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، من احتمالات تقديم المؤتمر المرتقب أي جديد في ملف الانتخابات أو تحقيق المصالحة الوطنية حيث سيقتصر على تبادل وجهات النظر دون تقديم حلول عملية، وأشار إلى أن المرشحين المحتملين للحكومة المقبلة يمثلون نفس الوجوه السياسية التي أسهمت في إفساد البلاد.
ويسبق لقاءُ لندن التشاوري جلسة إحاطة بمجلس الأمن الدولي حول ليبيا هذا الشهر، حيث أعاد قرار المجلس الأخير تمديد تفويض بعثة الدعم الأممية في ليبيا في غياب ممثل خاص إشعال خلافات قديمة بين الدول الأعضاء.
توترات جيوسياسية
كما تُلقي التوترات الجيوسياسية بظلالها على مجلس الأمن فيما يتعلق الأمر بالملف الليبي، إذ تعرب الولايات المتحدة والقوى الغربية عن قلق متنامٍ بسبب الوجود الروسي المتزايد في شرق البلاد.
ودخلت فعاليات سياسية ليبية على الخط، بعدما أعلنت رابطة الأحزاب الليبية برئاسة بشير السعداوي عن تحرك جديد من طرفها رافضة ترك البيض كله في سلة المجتمع الدولي في سياق جهود تسوية الأزمة السياسية.
وكشف السعداوي لـ"إرم نيوز"، عن اعتزام تكتل الأحزاب السياسية أخذ زمام المبادرة من البعثة الأممية ورعاية حوار سياسي بين مختلف الأطراف الليبية يعلن عنه في مؤتمر صحفي منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
مبادرة وطنية
ووقّعت سبعة تكتلات في ليبيا تضم 70 حزبا سياسيا، لأول مرة، مذكرة اتفاق تضمنت عشرة تعهدات يتعين على التكتلات الحزبية مراعاتها، من أهمها ضمان حقوق الأطياف السياسية والاجتماعية كافة، وتشجيع التنافس النزيه، وتعزيز ثقة الجمهور في العمل السياسي والحزبي من خلال تقديم برامج واقعية تستجيب لتطلعات الشعب".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن 14 حزبا سياسيا في ليبيا انطلاق أعمال "الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية"، مؤكدين أن الفكرة تعد خطوة نحو تطوير آليات العمل الحزبي المشترك، بهدف توحيد الجهود السياسية، وتعزيز التعاون بين مختلف الأحزاب الليبية، والمساهمة في بناء دولة مدنية قوية.