رأى خبراء سياسيون أن لبنان بات "أسيرًا" بين ميليشيا "حزب الله"، التي تماطل في تسليم سلاحها، وإسرائيل التي ترى في هذا الوضع ما يلبي رغباتها ويمنحها الذرائع.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن فجر الجمعة، غارات عنيفة على بلدة عين قانا في الجنوب اللبناني، وحي الكفاءات في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال المحلل السياسي اللبناني شاكر داموني، إن "لبنان لن يخرج من هذه الأزمة طالما أن حزب الله لا يأخذ في اعتباره أمن وسيادة الدولة، ولا يدرك خطورة ما جرى في البلاد، لأن عدم تسليم السلاح يمنح تل أبيب كل الذرائع لاستباحة الأراضي اللبنانية، حتى من دون وجود مبررات، كما حصل في الضاحية الجنوبية ليلة العيد".
وقال داموني لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش اللبناني فتش الأبنية التي حددها الجيش الإسرائيلي لقصفها في الضاحية الجنوبية، للوقوف على صحة الادعاءات الإسرائيلية بشأن وجود أسلحة أو مصانع للمسيرات، ولم يجد شيئًا. ورغم ذلك، قصف الجيش الإسرائيلي تلك المواقع".
وأشار إلى أن "ما فعله الجيش اللبناني قدّم للجنة المراقبة الدولية دليلًا على تجاوز إسرائيل آلية وقف إطلاق النار، مما دفعه للتهديد بتجميد التعاون مع اللجنة الخماسية، التي أبلغها بعدم وجود أسلحة في المباني التي قصفتها إسرائيل".
لكنه داموني، أكد في الوقت نفسه أن "سلوك حزب الله على كافة المستويات يوحي وكأن هناك تعاونًا غير معلن بينه وبين إسرائيل على حساب أمن وسيادة لبنان، في ظل إدراك الحزب أن تحركاته مرصودة وسيُرد عليها بالقصف، ورغم ذلك يواصل أنشطته العسكرية في الجنوب وحتى داخل المناطق المدنية وسط العاصمة".
ومن جانبه، رأى الكاتب والباحث السياسي بيار منير، أن "الدولة اللبنانية باتت بالفعل أسيرة لحزب الله الذي يماطل في تسليم سلاحه، وإسرائيل التي تستغل هذا الوضع لتبرير تحركاتها العسكرية دون أن تنسحب من الجنوب، وبالأخص دون السماح للجيش اللبناني باستعادة مهامه الكاملة والانتشار في كل مناطق جنوب الليطاني".
وأوضح منير لـ"إرم نيوز"، أن "إعادة حزب الله بناء قدراته العسكرية في مناطق عدة ساهم في موجة الضربات الأخيرة، بينما تحاول تل أبيب، من خلال هذه العمليات، إظهار نفسها للمجتمع الدولي كطرف يواجه خطرًا، مبررة بذلك استمرار احتلالها للنقاط الخمس في الجنوب اللبناني".
وأشار إلى أن "لبنان سيظل مهددًا طالما لم يُسلّم حزب الله سلاحه، ولم يُفسح المجال للجيش للقيام بمهامه في الجنوب، إذ إن وجود الجيش هو ما يُعزز موقف بيروت أمام المجتمع الدولي في حال وقوع أي اعتداء إسرائيلي، ويدعم مطلب الانسحاب من النقاط الخمس الحدودية المحتلة".
وأضاف منير، أن "الدولة اللبنانية تمر بوضع بالغ الصعوبة، بينما يحاول حزب الله جرّ العهد الجديد، المتمثل في الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، إلى صدام مع الحلفاء العرب والمجتمع الدولي، ما قد يؤدي إلى اهتزاز الثقة في المنظومة الحاكمة".
ورأى أن "حزب الله يعمل بوضوح على فصل لبنان عن محيطه العربي والدولي، لأن السير في اتجاه تعزيز العلاقات الخارجية والدعم العربي والدولي يُقوّي من مؤسسات الدولة، وهو ما لا يخدم مصالح الحزب وسلاحه".