الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
ذكرت مصادر سورية مطلعة أن ضبط شحنة أسلحة في الشرق السوري بات يشكل نقطة تحول في مسار العلاقة بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وقالت المصادر إن هذا الحدث، مقدمة لتصعيد أكبر قد يهدد التفاهمات القائمة ويمهّد لاشتباكات واسعة في مناطق النفوذ المتداخلة بين الطرفين، هذا التصعيد من عدمه سيتكشف بعد حسم مصير السويداء خصوصاً والجنوب السوري بشكل عام.
ونفى مصدر كردي مقرب من الإدارة الذاتية صحة المعلومات المتداولة حول ضبط شحنة أسلحة متجهة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وما تلاها من حديث عن اندلاع اشتباكات، مؤكداً أن قسد تمتلك أصلاً كميات ضخمة من الأسلحة المتطورة ولا تحتاج إلى أي شحنات جديدة، مشيراً إلى أن الحملة الأخيرة التي نفذتها صادرت خلالها كميات كبيرة من الأسلحة في أحياء الحسكة.
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"إرم نيوز"، أن تداول مثل هذه الأخبار مرتبط بمسار المفاوضات الجارية حالياً بين الإدارة الذاتية ودمشق، بهدف تعطيلها، مؤكداً أن الاشتباكات وقعت في دير حافر وغرب الفرات ونفذها الجيش الوطني الموالي لتركيا.
وأضاف المصدر أن ما يحدث هو اقتتال داخلي بين قوات قسد والجيش الوطني الموالي لتركيا، لا علاقة له بالجيش السوري الجديد، بل إنه يذكّر إلى حد كبير بأسلوب الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد في مصادرة ما تريده بالقوة.
وشدد المصدر على أن تركيا تسعى إلى إرباك المفاوضات بين دمشق وقسد بعدما وجدت نفسها في مأزق إثر بدء الاجتماعات بين الطرفين، ولهذا تلجأ عبر أذرعها إلى افتعال مواجهات لخلط الأوراق ودفع القوات السورية الجديدة إلى التدخل بما ينسف أي تقدم تم إحرازه.
في السياق ذاته، أكد مصدر سياسي من المنطقة الشرقية أن الحديث عن ضبط شحنة أسلحة يعكس مؤشراً على تصاعد التوتر بين دمشق وقسد، سواء على المستوى الأمني أو السياسي، الأمر الذي يهدد بإسقاط تفاهمات العاشر من مارس بين الجانبين.
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، لـ"إرم نيوز"، أن دمشق أرادت من خلال هذه الرسائل إظهار قدرتها على ضبط طرق التهريب التي يُقال إن قسد تستخدمها، رغم أن الأخيرة لا تعاني من نقص في السلاح.
وأضاف المصدر أن هذه التطورات تحمل في جوهرها تصعيداً سياسياً أكثر من كونه عسكرياً، وتهدف إلى الضغط على قسد للالتزام باتفاق 10 مارس، وهو الاتفاق الذي ترى قسد أن دمشق هي من تعرقله.
المصدر أكد أيضاً أن غرب الفرات مسألة حيوية للطرفين ومن يسيطر على هذه المنطقة بشكل نهائي له الغلبة في أي تطورات مقبلة بالنظر إلى الموقع الجغرافي المهم، إذ تم ربط هذه السيطرة مع مسألة حدوث عمل عسكري متوقع في الساحل السوري، حينها لن تستطيع دمشق إرسال مؤازرات من الشرق السوري على غرار السويداء في حال سيطرت قسد عليه، خصوصاً بعد قطع طريقي دمشق-حمص وحلب-اللاذقية، لذا كل ما يحدث هو لأجل هذه الغاية.
وبيّن أن هذا الأمر مرتبط بنهاية الأوضاع في السويداء خاصة بعد مطالبات بالانفصال، وما يحدث في الجنوب السوري هو مفتاح بدء أو إلغاء هذا الأمر.
وأشار المصدر إلى أن ما يجري الآن ينذر بارتفاع منسوب التوتر بين الطرفين، خصوصاً بعد اجتماع عمّان حيث رفضت قسد الذهاب إلى دمشق، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية تبدأ محدودة ثم تتسع تدريجياً ما لم تتدخل الأطراف الإقليمية والدولية.
واختتم المصدر بالتأكيد أن دمشق تؤجل الدخول في مواجهة مباشرة مع قسد ريثما تحسم الملفات السياسية والأمنية، في حين تدرك قسد ذلك جيداً، وأن ما وقع من اشتباكات في الشرق السوري ليس سوى تمهيد لمواجهة أوسع يتوقعها معظم المراقبين.