كشف قرار طرد اثنين من أبرز موظفي الإغاثة في السودان، من قبل سلطات بورتسودان، عن الصراع المحتدم في عمق قوات بروتسودان بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي 27 أكتوبر الماضي، أن مسؤوليه الرئيسين في السودان تلقيا أمراً من وزارة الخارجية بمغادرة البلاد الغارقة في الحرب، في غضون 72 ساعة من دون إعطاء أي تفسير.
ورأت مصادر سودانية مطلعة، أن قرار الطرد الذي يأتي بالتوازي مع الاستهدافات العسكرية لقوافل الإغاثة الإنسانية من قبل قوات البرهان، يكشف عن صراع بين أجنحة قوات بورتسودان، التي تتبنى سياسات متضاربة تؤثر على عمل المنظمات الإنسانية، ففي حين تمنحها جهات معينة تطمينات لحرية العمل، تجد الفرق الإغاثية قرارات مناقضة ويتلقى بعضها ضربات مباشرة على الأرض.
وتعرضت قافلة مساعدات إنسانية كانت متجهة للفاشر أمس، للقصف من قبل قوات بورتسودان.
وخلال شهري يونيو وأغسطس الماضيين استهدفت قوات بورتسودان كذلك عدداً من شاحنات الإغاثة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الأجنحة المتنافسة داخل قوات بورتسودان تستخدم ورقة المساعدات الإنسانية كورقة ضغط في صراعها.
وأوضحت أنه عادة ما يتسبب قصف القوافل الإنسانية باحتدام الخلاف بين البرهان والقيادات الإخوانية "الكيزان" المتحالفة معه، حيث تتهم الأخيرة باللجوء لخيار قصف المساعدات لعدم إيصالها لمناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع، فيما يتسبب هذا السلوك في تنديد وضغط دولي تجاه البرهان ومساعديه.
وأشارت المصادر، إلى أن حالة من الفوضى تسود بورتسودان بشأن الملف الإنساني، ما تسبب بغياب التنسيق مع المؤسسات الدولية الإغاثية، التي باتت تحت ضغط الذراع العسكري هدفا مشروعا، إما عسكريا أو إداريا عبر طرد المسؤولين الإغاثيين.
وحذرت المصادر من تأثير هذا الصراع على الجهود الإنسانية المبذولة لإغاثة ملايين النازحين في السودان، ما يؤدي لتفاقم الأزمة الأنسانية.
وكانت سلطات بورتسودان، اتخذت قرارا بطرد المدير العام الوطني ومنسق حالات الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان، إن قرار الطرد يأتي في لحظة حاسمة، فالحاجات الإنسانية في السودان أكبر من أي وقت مضى مع مواجهة أكثر من 24 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأضاف البيان "في وقت ينبغي على برنامج الأغذية العالمي وشركائه أن يوسعوا أنشطتهم، يجبر هذا القرار البرنامج على القيام بتغييرات غير متوقعة، الأمر الذي يهدد العمليات التي تقدم مساعدات إلى ملايين السودانيين الذين يواجهون المجاعة".