نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين من عدة دول ترجيحهم أن يكون انسحاب إسرائيل والولايات المتحدة من مفاوضات الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن في غزة ربما كان تكتيكياً".
وأعلنت إسرائيل ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الخميس، استدعاء الفرق التي كانت تتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة مع حركة "حماس".
واعتبرت الصحيفة أن تلك الحطوة "أنهت في الوقت الحالي الأمل في عودة بعض الرهائن الناجين من الهجوم الإرهابي على إسرائيل قبل ما يقرب من عامين".
ولم يصرح نتنياهو ولا ويتكوف بانتهاء المحادثات مع حماس، في وقت أعلن فيه مكتب رئيس الوزراء استدعاء الفريق الإسرائيلي "لإجراء مشاورات إضافية في إسرائيل"، مضيفًا: "نُقدّر جهود الوسطاء، قطر ومصر، وجهود المبعوث ويتكوف لتحقيق اختراق في المفاوضات".
وبعد ساعات قليلة من إعلان نتنياهو سحب وفده التفاوضي قال ويتكوف إن الولايات المتحدة قررت أيضًا سحب فريقها من الدوحة، وفق الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن "قرار الولايات المتحدة جاء في أعقاب اعتقاد إسرائيلي راسخ بأن واشنطن لم تمارس ضغطًا كافيًا على حماس في جولات المحادثات السابقة، لا سيما في عهد إدارة بايدن، مما مكّن الحركة من المماطلة في المحادثات بعد أن شعرت بقرب المصالحة بين الحليفين".
وتضيف الصحيفة أنه "يبدو أن إدارة ترامب حريصة على تجنب هذا التصور من خلال العمل مع إسرائيل"، مشيرة إلى أن "قرار استدعاء فريق التفاوض يأتي في الوقت الذي يواجه فيه نتنياهو ضغوطاً متزايدة من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف لإنهاء المحادثات وتكثيف القتال".
وتلفت الصحيفة إلى "ازدياد نفوذ شركاء اليمين في الأيام الأخيرة بعد أن قطع حزبان من ائتلافه علاقاتهما بالحكومة بسبب مشروع قانون يُلزم الذكور الأرثوذكس المتشددين (الحريديم) بالخدمة العسكرية".
وقال وزير المالية وعضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم الأربعاء "لقد حان الوقت لإغلاق الباب أمام اتفاق جزئي للمرة الأخيرة وإصدار الأوامر لقوات الدفاع الإسرائيلية بالهجوم على غزة".
ورغم بدء الجيش الإسرائيلي عملية جديدة في دير البلح وسط قطاع غزة، إلا أن نتنياهو قال الخميس في خطاب له: "نعمل على التوصل إلى اتفاقٍ آخر يُطلق سراح رهائننا. لكن إذا اعتبرت حماس رغبتنا في ذلك ضعفًا، وفرصةً لإملاء شروط الهزيمة التي تُعرّض إسرائيل للخطر، فإنها ترتكب خطأً فادحًا"، على حد تعبيره.
وتنوه الصحيفة إلى أنه "رغم تصريح ويتكوف بأن حماس لا تتصرف بحسن نية وما تلاه من قرار إسرائيلي باستدعاء وفد التفاوض من الدوحة، فإن من المتوقع أن تستمر المفاوضات خلال الأيام المقبلة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وآخرين من دولة وسيطة ومن حماس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول من دولة وسيطة قوله إن "تصريح ويتكوف كان يهدف إلى الضغط على حماس للاقتراب من التوصل إلى اتفاق، وإن الولايات المتحدة كانت تضغط على إسرائيل للحصول على المزيد من التنازلات خلف الكواليس".
واستدركت الصحيفة قائلة: "لكن الضغط الأشد على نتنياهو لا يأتي من واشنطن، بل من الداخل. ففي تل أبيب، تجمع عشرات الآلاف من المحتجين على حرب غزة في عدة مواقع، مساء الخميس، لإجبار الحكومة على إنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة".