قال خبراء إن الحكومة اللبنانية تبذل ما بوسعها دبلوماسيا وسياسيا لدفع عدد من الدول الصديقة للضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية.
واعتبروا أن تلك المساعي تسببت للحكومة اللبنانية بضغوط كبيرة، خاصة أن ملف الانسحاب الإسرائيلي مرتبط بملف سلاح ميليشيا حزب الله وإعادة الإعمار والعديد من الملفات الأخرى.
يقول المحلل السياسي عبد النبي بكار، إن رئاستي الجمهورية والحكومة في لبنان أمام امتحان سياسي صعب جدًا، يتمثل بعدم تنفيذ الجيش الإسرائيلي انسحابه الكامل من الأراضي التي دخلها بعد حربه الأخيرة مع حزب الله.
وبيّن لـ"إرم نيوز": "يحاول ثنائي العهد الضغط بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية خاصة مع الدول الصديقة للبنان، التي رعت التوصل إلى اتفاق وقف النار.
وأضاف المحلل بكار أنه "بعد تمديدين للانسحاب الكامل لا تزال إسرائيل تحتفظ بخمس نقاط أساسية ومعها طرق محاذية للشريط الحدودي، ومع انتشار الجيش اللبناني في بعض البلدات الجنوبية، التي شهدت انسحابا لإسرائيل، تجد الحكومة اللبنانية نفسها أمام معضلة كبيرة كون هذه النقاط تعيق تنفيذ الانتشار بشكل كامل، بالإضافة إلى الضغوط الداخلية ومطالبة المدنيين بالعودة إلى بلداتهم وقراهم".
ولفت إلى أن عدم الانسحاب يترافق مع غارات تقوم بها إسرائيل في العديد من المناطق اللبنانية، التي تستهدف مسؤولين وعناصر من الحزب، مما يطرح تساؤلات كبيرة حول قدرة الحكومة على السيطرة على الأوضاع الداخلية وعدم اتجاهها نحو الانفجار.
وأشار المحلل بكار إلى أن إسرائيل تبدو وكأنها تستفز حزب الله لدفعه إلى التحرك عسكريا ليكون لها حجة للبقاء وتوجيه ضربات أقسى، وهو ما يحرص رئيس الحكومة نواف سلام على عدم الانجرار إليه من خلال تواصله الدائم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحليف الأبرز لحزب الله.
ومن جهتها، رأت الدكتورة مي عبد الرحمن، الباحثة المختصة في الشؤون الدولية، أن إسرائيل تحاول الاستفادة قدر الإمكان من الانشغال العالمي بالعديد من الملفات المهمة، كالحرب بين روسيا وأوكرانيا التي خطفت في الوقت الحالي الاهتمامات خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت لـ"إرم نيوز" أنه على الرغم من أن أمريكا اعتبرت الملف اللبناني الإسرائيلي من الملفات المهمة، فإن الملفات الأخرى تحظى في الوقت الحالي بالاهتمام الرئيس، وهو ما سيؤمّن لإسرائيل الوقت الكافي لاستكمال الضغط على حزب الله لدفعه إلى الانسحاب من مناطق بشمال الليطاني، بالإضافة إلى استكمال تصفية بنك الأهداف، الذي بدا العمل به منذ بداية الحرب.
وأشارت الدكتورة مي إلى أن الدول العربية وفرنسا سيكون لها موقف موحد للضغط على إسرائيل لتسريع الانسحاب، لدعم الحكومة اللبنانية الجديدة، التي تحتاج إلى استكمال الانسحاب حتى لا تتهم بالتقصير أو عدم القدرة على التصرف، لا سيما أن حزب الله سيستغل الأمر من دون شك للحصول على مكاسب سياسية.
ولفتت إلى أن ملف الانسحاب مرتبط بشكل أساس بملف إعادة الاعمار، إذ من المستحيل إتمام هذا الملف تحت احتلال جزء من الأراضي في ظل انعدام الهدوء الأمني التام بسبب التصرفات الإسرائيلية.
