تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
في مراقبة للنهج الذي تعتمده قيادة هيئة تحرير الشام في إعادة تشكيل الجيش السوري الجديد، فإن أوساط المحللين ترصد بتمعّن عملية دمج الفصائل المسلحة في الجيش، لترى إن كان ذلك يتم على قاعدة أن الجيش الجديد سيأتي جيشًا للوطن أم للفصائل.
ووفق القراءات التحليلية، التي رصدها "إرم نيوز"، فإن القيادة السورية الجديدة تبدو أنها استوعبت مسبقًا دروس العراق وليبيا في موضوع الجيش - ما إذا سيكون جيشًا للدولة أم للفصائل-، لكن تلك القراءات تتفق على أن التنفيذ النهائي لهذه الرؤية لن يكون سهلًا، كونه يتصل بشكل وثيق مع قوى خارجية نافذة في المشهد السوري، وهي إيران، وتركيا، والولايات المتحدة.
وبتقدير المحلل العسكري اللواء المتقاعد ياسين السرحاني، فإن "هوية" الجيش الجديد في سوريا تفوق في أهميتها النهائية عملية إخضاع عشرات الفصائل المسلحة، طوعًا أو كرهًا، للاندماج.
ويقول السرحاني، لـ"إرم نيوز"، إن "الدمج سيتحقق في النهاية ، حتى وإن كان الثمن غاليًا والمهلة طويلة".
ويوضح أن "القرار مبتوت به، وتكرر مرارًا على لسان القائد العام للدولة أحمد الشرع، وعلى لسان وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة مرهف أبو قصيرة، لكن الأكثر حساسية في الموضوع، هو ما إذا كانت هوية البناء الوطني المسلح ستنجو من مزالق الضغوط الخارجية والاختراقات والمساومات، بحيث لا تتكرر في سوريا تجربة العراق مع فصائل الحشد الشعبي، أو تجارب ليبيا والسودان في تنويعات مراكز القوى المسلحة.
من جانبه، يرى أستاذ دراسات الشرق الأوسط، الدكتور ناجي أبو ناجي، أن التجربة السورية الراهنة في إعادة بناء الجيش ودمج الفصائل المسلحة، تكاد تكون فريدة من نوعها في العلوم العسكرية؛ نظرًا لما يخالطها من خصوصيات.
وأضاف أبو ناجي، لـ"إرم نيوز"، أن الدعم والرعاية النظرية التي يحظى بها النظام الجديد من الأطراف الدولية والإقليمية النافذة، يكاد يكون غير مسبوق، وفيه من سمات الجدية والاستعداد للمشورة والمشاركة، ما يكفي لتقليص كتلة التوجس.
ويسجّل أبو ناجي في هذا الخصوص، أن مصدر التحسّب والغموض في قراءة دمج الفصائل السورية المسلحة، يأتي من زاوية الوجع الإيراني، ومن خبرة طهران في العمارة السورية التي جرى العبث فيها على مدى العقد الماضي.
وبين أن "إيران وجدت نفسها في تغيير النظام السوري، ليس فقط خارج الصورة، وإنما في موقع العداء بالدرجة الأولى"، مستشهدًا على قوله بالتصريحات الرسمية المتبادلة بين الطرفين، ومن بينها تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وأخيرًا، قال عراقجي في تصريحات صحفية: "من يعتقدون حاليًّا بتحقيق انتصارات مؤكدة, لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان", مشيرًا إلى أن "الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر ويمكن أن يتغير في أي لحظة".
وبقدر ما يبدو أبو ناجي متحسبًا لقدرة وحرفة إيران في إدامة الفوضى والعنف المسلح في بعض أقاليم سوريا، دون استثناء إمكانية التعاون والمقايضة مع بعض الفصائل، إلا أنه يعوّل كثيرًا على الدور التركي في ضمان حدّ كبير من سرعة دمج الفصائل المسلحة ضمن الجيش السوري الجديد.
ولفت أبو ناجي إلى أن الدور التركي في إعادة بناء وتشغيل الماكنة السورية هو دور مُعلن، ويبدو مدروسًا بشكل مسبق.
في حين، عرض اللواء المتقاعد السرحاني في معرض قراءته لهواجس دمج الفصائل المسلحة مع الجيش السوري الجديد، لخريطة السلاح المرفوع في مختلف أنحاء الدولة، من زاوية التبعية والتمويل لهذه الفصائل، وبالتالي جاهزيتها للدمج الكامل.
وبين السرحاني كيف أن خريطة الفصائل المسلحة تتوزع تسلسلًا من عند هيئة تحرير الشام التي تسيطر وحلفاؤها اليوم على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد، وكيف تمكنت من السيطرة مؤخرًا على محافظات طرطوس واللاذقية ودير الزور، تليها فصائل كان قد شكّلها منشقون عن الجيش تضم "الجيش السوري الحر" المدعوم أمريكيًّا في شرق سوريا، حيث تمكن هذا الفصيل من السيطرة على القواعد في تدمر وريف حمص.
وبتقدير السرحاني، فإن أكثر الفصائل المسلحة قابلية للمقايضة الصعبة، هي التي تتوزع ما بين الأكراد، وبين جنوب سوريا في درعا والسويداء، وذلك تبعًا لما يخالط هذه الفصائل من تبعيات خارجية، وفق تعبيره.