قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن القصف الإسرائيلي دمّر المواقع التراثية اللبنانية التي لا تُقدر بثمن.
وأشارت إلى أن الضربات بالقرب من المواقع الرومانية والصليبية والعثمانية، أدت إلى تسوية بعضها بالأرض وتركت البعض الآخر بأضرار "غير مرئية".
وبحسب الصحيفة، يقول الخبراء إن المواقع التراثية التي لا تقدر بثمن في لبنان تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية خلال حربها ضد ميليشيا "حزب الله".
وأكدت منظمة "بلادي" اللبنانية للحفاظ على التراث الثقافي تدمير تسعة مواقع تراثية على الأقل بالكامل وتعرّض 15 موقعًا لأضرار بالغة أو جزئية، بسبب الهجمات الإسرائيلية المكثفة -خاصة في الأشهر الأخيرة قبل وقف إطلاق النار- ضد حزب الله، في حرب امتدت عاما كاملا.
ويقول خبراء الآثار أيضًا إن انفجارات قنابل بالقرب من مواقع مهمة، بما في ذلك الآثار الرومانية في مدينة بعلبك والمجمع الروماني المترامي الأطراف في صور، ربما تسببت في "أضرار غير مرئية" ستعجّل من تدهور الحجارة القديمة والهياكل الضعيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كنوز لبنان هي الأحدث في الشرق الأوسط، التي تتعرض للتهديد بسبب الصراعات هذا القرن، بدءاً من التدمير المتعمد للمعابد على يد تنظيم داعش في تدمر السورية إلى الأضرار التي لحقت بمدينة صنعاء القديمة في اليمن خلال فترة الحرب.
وتشمل المواقع التراثية التي تعرضت للتدمير أو الضرر، وفق "بلادي"، ثلاثة مساجد ومزارًا دينيًا وثلاثة منازل ذات أهمية تاريخية وسوقًا وسورًا رومانيًا.
وقال مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت إن غارة جوية دمرت "مبنى حديثا" داخل حدود موقع التراث العالمي في مدينة صور الساحلية الجنوبية المشهورة بآثارها الرومانية وشوارعها التاريخية الساحرة.
وأضاف المكتب أنه على الرغم من أن الاستشعار عن بعد لم يعثر بعد على أضرار واضحة داخل موقع التراث العالمي في بعلبك، فقد أصيبت العديد من المباني القريبة، بما في ذلك مباني الانتداب الفرنسي والمباني التي تعود إلى العصر العثماني.
ولفتت الصحيفة إلى أن تراث لبنان تعرض للتهديد من قبل، أولاً بسبب الحرب الأهلية المريرة التي استمرت 15 عامًا والتي بدأت في العام 1975 ثم بسبب الانفجار المدمر في مرفأ بيروت في العام 2020.
وفي السياق، قال جراهام فيليب، رئيس مشروع الآثار المهددة بالانقراض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجامعة دورهام، إنه لا يعتقد أن حزب الله أو الجيش الإسرائيلي يهدف إلى "تدمير التراث عمدًا بالطريقة التي فعلها تنظيم داعش".
ومع ذلك، فقد حذر فيليب من أن الضرر قد يحدث على أي حال لأن "الحجم الهائل للقنابل التي تم إسقاطها كان أعلى بكثير".
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "لا يهدف إلى التسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية المدنية ولا يوجه ضربات إلا للضرورة العسكرية" وإن لديه عملية موافقة على الضربات بالقرب من "منشآت حساسة"، على حد زعمه.
واتهم ميليشيا "حزب الله" بالتواجد بين السكان المدنيين و"حتى بالقرب من مواقع التراث الثقافي"، دون تقديم أدلة أو أمثلة محددة.