أثار تصدير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لملف الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، وذلك للمرة الأولى، التساؤلات حول جدية حكومته في إنهاء الحرب على القطاع، والتوصل لاتفاق مع الحركة.
وقال نتنياهو، في كلمة له، إن "هناك العديد من الفرص أولها إمكانية الإفراج عن الرهائن وحل مسألة غزة، وحسم المعركة مع حماس"، متابعًا "أعتقد أننا سنحقق المهمتين معًا، كما أن فرصا إقليمية واسعة تُفتح أمامنا".
ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير تشير إلى وجود مفاوضات مكثفة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، فيما تتمسك الحركة بشروط التوافق على إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
ويرى الخبير بالشأن السياسي، رامي محسن، أن "تصريحات نتنياهو تمثل إشارة قوية على مضيه قدمًا في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن مع حماس"، مبينًا أن ذلك في إطار تطمينات أمريكية بشأن إجراءات محاكمته.
وقال محسن، لـ"إرم نيوز"، إن "مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعفو عن نتنياهو، أعطت رئيس الوزراء الإسرائيلي دافعًا للمضي قدمًا بتنفيذ صفقة ستزيد من مكاسبه السياسية وستمكنه من العودة بقوة للحكم في أي انتخابات مقبلة".
وأضاف: "كما أنها ضمنت له عدم اتخاذ أي إجراءات قضائية ضده سواء بالقضايا التي يحاكم فيها، أو بأي ملفات أخرى تتعلق بإخفاقات السابع من أكتوبر"، مرجحًا أن تكون الحرب على غزة اقتربت من نهايتها؛ لكن باتفاق جزئي أولًا.
وتابع: "الاتفاق الجزئي المؤقت سيكون مدخلًا للتوصل لتفاهمات بين حماس وإسرائيل والوسطاء لإنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة في غزة"، مشيرًا إلى أن أساس الاتفاق الشامل غياب حماس عن المشهد ولو بشكل مؤقت.
في المقابل، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي، أيمن يوسف، أنه "بالرغم من التصريحات الإيجابية لنتنياهو؛ إلا أنها قد تكون في إطار التضليل الإعلامي وبمثابة مصيدة جديدة لحماس لتحميلها المسؤولية عن فشل التوصل لاتفاق جديد".
وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "تمسك حماس بشروطها التي ترى إسرائيل فيها تعجيزية ستدفع نتنياهو إلى إبداء مرونة إعلامية تحقق له هدفين رئيسيين؛ الأول تحميل الحركة مسؤولية عن التوصل لاتفاق، والثاني تضليل الرأي العام الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "صدور عفو عن نتنياهو قد يكون دافعًا للتوصل لاتفاق مؤقت مع حماس؛ لكنه لن يدفع الائتلاف الحكومي للقبول بصفقة شاملة"، مشددًا على أن قادة الائتلاف الحكومي الإسرائيليين معنيون باستمرار الحرب لأطول فترة ممكنة.
وزاد: "بتقديري لا يمكن الثقة بالتصريحات الإعلامية لنتنياهو، خاصة وأنه لم يرسل أي وفد لبحث الملفات العالقة مع حماس عبر الوسطاء".
وأردف: "هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها نتنياهو عن فرصة للاتفاق، كما أنه يستخدم ملف الرهائن لإطالة عمر ائتلافه الحكومي".
