تساءلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الأسباب الكامنة وراء اختيار إسرائيل أن تنفذ عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، وليس في أي مكان آخر.
وأشارت الصحيفة في تقرير، اليوم الأربعاء، إلى أن هنية كان موجودًا في العاصمة القطرية الدوحة بشكل منتظم، كما زار تركيا والقاهرة، لكن تم اختيار اغتياله، داخل العاصمة الإيرانية طهران.
إلى جانب أنه زار العديد من الدول في الأشهر الأخيرة كجزء من جهود "حماس" السياسية لإنهاء الحرب المُندلعة في قطاع غزة.
ولفتت الصحيفة، بهذا الصدد، إلى أن هنية زار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إسطنبول، كما زار القاهرة، بالإضافة إلى أنه يقيم بشكل دائم في العاصمة القطرية الدوحة، وعلى الرغم من ذلك، اختارت إسرائيل القضاء عليه تحديدًا في طهران، حيث وصل للمشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.
عصفوران بحجر
وقالت إن الجواب على الخيار الإسرائيلي بسيط، وهو أن إسرائيل تعهدت لقطر بأنها لن تقضي على قيادة "حماس" داخل أراضيها. ولذلك، فإن الأماكن التي يمكن أن تقوم بعمليات اغتيال فيها محدودة للغاية.
وبحسب الصحيفة، فمن المُرجح أن إسرائيل امتنعت من القيام بمثل هذه الأعمال في تركيا، على سبيل المثال، حتى لا تقع في مشاكل مع أردوغان الذي هدد مؤخرًا بالتدخل عسكريًا في الصراع.
وأضافت أن اختيار طهران لتنفيذ عملية الاغتيال مثير للاهتمام؛ لأنه من وجهة نظر إسرائيل هو بمثابة اصطياد عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية إيذاء أكبر زعيم لـ"حماس" في العالم، وكذلك إرسال رسالة إلى طهران بأنها ليست محصنة، وأنه إذا استمرت في استضافة العناصر المعادية لإسرائيل، فإنها ستدفع ثمنًا باهظًا في الداخل.
وذهبت إلى أنه يمكن اعتبار ذلك أيضًا بمثابة رسالة إلى أردوغان، الذي استضاف أعضاء "حماس" في قمة رفيعة المستوى، ويفكر في فكرة السماح لهم بالبقاء بشكل دائم في بلاده، ومع ذلك، بما أن إسرائيل عضو في الناتو، فإن احتمالية حدوث مثل هذا النشاط الإسرائيلي الصارخ على أراضيها تكاد تكون معدومة.
