أكد مسؤول إسرائيلى لصحيفة "يسرائيل هيوم"، أن تل أبيب عارضت رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، لكنها لن تتحرك ضد قرار الرئيس ترامب بأي شكل من الأشكال.
ورغم أن تل أبيب تقول، إن كل الشروط لم تتحقق بعد لتنفيذ قرار رفع العقوبات الدولية والأمريكية عن سوريا، فإنها تراه في المجمل قرارًا "معقولًا" تحت الاختبار، بل وانقلابًا لو تماشى معه الرئيس السوري أحمد الشرع، ونفذ المطالب الأمريكية، من طرد العناصر الفلسطينية والانضمام لاتفاقات إبراهيم والاعتراف بإسرائيل.
إشارة إيجابية
ونقلت الصحيفة عن القائد السابق بالجيش الإسرائيلي دانى زاكين، قوله، إن تل أبيب استقبلت سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مثل غيرها من الدول الغربية، كإشارة إيجابية ترمز إلى انفصال المحور الإيراني عن سوريا، وهي الخطوة التي اعتبرت بمثابة ضربة استراتيجية قاسية للنظام في طهران وميليشيا حزب الله.
ومارست إسرائيل قدرًا كبيرًا من الحذر، وحاولت منع الاحتكاك غير الضروري في هذه الساحة غير المستقرة، وانتظرت حتى تتضح هوية النظام السوري الجديد، وفق التصور الذي يروّجه الجنرال زاكين.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن تل أبيب دمَّرت معظم القدرات الاستراتيجية لجيش الأسد، ووسَّعت قبضتها على المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ.
حوار بين دمشق وتل أبيب
وتضيف الصحيفة، أن الشرع نفسه كشف في لقائه بباريس عن حوار جار بين سوريا وإسرائيل، هدفه تعزيز فهم إسرائيل لطبيعة النظام الجديد في دمشق.
ومن ناحيتها استغرقت الولايات المتحدة 6 أشهر لدراسة خياراتها واتخذت قرارًا معقولًا لن تتخذ أي إجراء ضده، وهو رفع العقوبات عن سوريا.
وأشار زاكين إلى أن إسرائيل طلبت من ترامب عدم رفع العقوبات، وكان المبرر أنه لم يثبت بعد أنه تخلى عن الإرهاب، والدليل على ذلك مجزرة العلويين والصراع ضد الدروز.
كما طالبت إسرائيل أمريكا بضرورة التأكد من أن الشرع لا يستهدف الأقليات، وضمان وضعه غير المستقل لسيطرة قوى عليه، يقصدون الرئيس التركي. بخلاف المطالبة الإسرائيلية بإبعاد العناصر التي وصفوها بالإرهابية عن سوريا، ومنع أي تهديد لإسرائيل من الميليشيات الخارجة عن سيطرة الشرع.
مطالب تل أبيب
وفي المقابل، نفذ إعلان الرئيس ترامب بعض المطالب الإسرائيلية، ولكنَّ هناك المزيد من العمل الذي يتعيَّن على إسرائيل القيام به، بحسب المحلل الإسرائيلي.
ويفيد زاكين بأن هناك ارتياحًا في إسرائيل لأن الولايات المتحدة لم تطالب بالانسحاب من جبل الشيخ، وفيما يتعلق بالدعوة الأمريكية لسوريا للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، فهو مكسب كبير لإسرائيل، مع التحفظ على التفاصيل.