يستعد الجيش الإسرائيلي لست مراحل عملياتية في مدينة غزة، تتصدرها تصفية قائد حماس الحالي عز الدين الحداد، ثم تقسيم المدينة إلى قطاعات ميدانية، وتطويقها والسيطرة عليها، إلى جانب شن غارات على معاقل الحركة، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأوضحت الصحيفة أن تركيز الجيش على الحداد يعود لقيادته لواء "مدينة غزة"، الذي تعافت قدراته القيادية والقتالية إلى مستوى جيد نسبيًا خلال العام الماضي. ويشكل هذا اللواء قاعدة رئيسية لانطلاق مقاتلي حماس عبر شبكة أنفاق غرب المدينة، رغم الأضرار التي لحقت بهذه الشبكة خلال عملية ديسمبر/ كانون الأول 2023، والتي تم ترميمها لاحقًا.
يُعد الحداد أحد القادة المخضرمين في حماس، ويعتبره الجيش الإسرائيلي "رأس حربة" العناصر الحمساوية الأكثر اطلاعًا على استراتيجية الأنفاق.
ويعمل حاليًا على إعادة رص صفوف مقاتلي الحركة، مع افتراض إمكانية توجيهه لنحو 10 آلاف حمساوي بالفرار جنوبًا مع السكان، كجزء من آلية الحفاظ على بقاء الحركة.
وتبقى بضع عشرات من كوادر حماس المسلحة في المدينة لخوض "حرب عصابات"، تعتمد على نصب كمائن ونشر حقول الألغام، خاصة على الطرق والشوارع.
وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي، تحتفظ حماس بعدد يتراوح بين 8 و9 رهائن إسرائيليين، ما يلزم القوات الإسرائيلية بتوخي الحذر عند العمل في المناطق التي يُتوقع احتجازهم فيها، خاصة المستشفيات مثل مستشفى "الشفاء"، التي لم يتم إخلاؤها بعد.
وتشير التقديرات إلى تكثيف حماس جهودها لمنع إجلاء المصابين، الذين سبق أن استُغلوا خلال مداهمات إسرائيلية سابقة.
أعلى كثافة بشرية على مستوى العالم
ويستكمل الجيش الإسرائيلي استعداداته لإخلاء المدينة، لاستقبال المصابين والنازحين في منطقة تم تخصيصها الشهر الماضي بالقرب من مدينة المواصي جنوب القطاع، ضمن مستطيل جغرافي يبدأ من جنوب مدينة غزة بمحاذاة طريق صلاح الدين، وينتهي جنوبًا عند محور موراج بين مدينتي خان يونس ورفح.
ولفتت الصحيفة إلى أن عدد السكان المتوقع حشدهم في المنطقة يصل إلى 1.7 مليون شخص، رغم تمسك نحو 200 إلى 300 ألف من سكان غزة بالبقاء في المدينة.
وحتى الآن، نزح نحو 100 ألف فلسطيني إلى جنوب القطاع، ومن المتوقع أن يرتفع العدد مع وصول طلائع القوات البرية الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة، ليصل إلى نحو مليون نازح.