رأى تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الإخبارية أن اقتراح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالسيطرة على "غزة فارغة من أهلها" صادم للغاية، محذرا أن التخلي عن فكرة الدولة الفلسطينية بالكامل قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل خطير.
وعلى حين أن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة لن يكون بالأمر السهل على الإطلاق، فإن فكرة نقل سكان المنطقة إلى البلدان المجاورة لا ترفضها تلك الدول فحسب، بل إنها مثيرة للجدل إلى حد كبير بين سكان غزة وفي العالم العربي وخارجه.
وتضيف الصحيفة، أنه وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب جعل الأمر يبدو منطقيًا ومباشرًا؛ قال ترامب للمرة الأولى في 4 فبراير/شباط الحالي إن "الولايات المتحدة، أقوى دولة على وجه الأرض، ستتولى السيطرة على قطاع غزة بعد عام ونصف من الحرب المدمرة، وستزيل المباني المتضررة والذخائر غير المنفجرة، وتعيد بناء المكان".
وفي الوقت نفسه، قال إنه "ينبغي للدول المجاورة أن تستقبل سكان غزة وتمنحهم إمكانية الوصول إلى حياة جميلة لدرجة أنهم لن يرغبوا في العودة إليها".
لكن أن تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على قطاع غزة لن يكون بالأمر السهل على الإطلاق، ويُمكن أن ترقى خطة ترامب لتهجير سكان غزة إلى مستوى التطهير العرقي وانتهاك القانون الدولي الذي يحظر الترحيل القسري للسكان المدنيين ما لم يكن ذلك ضروريًا لأمنهم أو لغرض عسكري، وفق مدافعين عن حقوق الإنسان.
وأشار التقرير إلى أن غزة تُعد موطنًا لأكثر من ربع إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المسجلين منذ الأربعينيات، بما في ذلك أحفاد أولئك الذين فروا من الحرب.
ومن المحتمل أن يكون ما يقرب من 60% من المباني قد تضررت أو دمرت، وفقًا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية.
وتابع التقرير أنه على حين أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يقف على بعد عدة أقدام من ترامب عندما طرح الفكرة لأول مرة، بالخطة، باعتبارها تفكيرًا خارج الصندوق على "مستوى أعلى بكثير"، وطريقًا يستحق المتابعة، كان الرد الفلسطيني عبارة عن رفض سريع وغاضب، والإصرار على أن الحل الوحيد هو إقامة دولة مستقلة يديرها الفلسطينيون الذين لن يوافقوا أبداً على نقلهم من أراضيهم.
وأكد التقرير على أن حكومات الدول العربية ترى خطة ترامب بمثابة إنهاء فعلي لهدف الفلسطينيين المتمثل في إقامة دولة مستقلة في غزة والضفة الغربية، وهو الطموح الذي دعموه منذ فترة طويلة.
وقالت الوكالة الإخبارية "لا أحد يرغب في مساعدة إسرائيل من خلال تقديم وطن جديد لأولئك الذين طُردوا من البلاد بسبب إنشاء الدولة اليهودية".
وخلصت الصحيفة إلى أنه على حين ساعد تغيير الحكمة التقليدية ترامب على إقامة علاقات سلمية بين إسرائيل وبعض الدول العربية خلال ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، ولكن التخلي عن فكرة الدولة الفلسطينية بالكامل قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل خطير، وتحويل العديد من الدول ضد الولايات المتحدة.