logo
العالم العربي

"الهياكل العظمية الحية" تشعل الخلاف بين إسرائيل وفلسطين في مجلس الأمن

"الهياكل العظمية الحية" تشعل الخلاف بين إسرائيل وفلسطين في مجلس الأمن
مندوب الجزائر في مجلس الأمن يرفع صورة طفل من غزةالمصدر: أ ف ب
06 أغسطس 2025، 6:50 ص

اشتعلت "حرب توصيفات" حادة في مجلس الأمن، تبادل خلالها الفلسطينيون وداعموهم من جهة، والإسرائيليون ومؤيدوهم من جهة أخرى، اتهامات قاسية في اجتماع ماراثوني. حيث وصف الإسرائيليون ما يحدث في غزة بـ"حرب الهياكل العظمية الحية"، بينما رد الفلسطينيون بوصفها "حرب التجويع والمجوعين".

ورغم أن الاجتماع هو الأول من نوعه خلال الحرب، الذي تم بطلب إسرائيل على خلفية فيديوهات الرهائن المنهارين التي وصفوها بالصادمة والمروعة، إلا أن الممثلَين الفلسطيني والجزائري "عن العرب" وداعميهم، فندوا الممارسات الإسرائيلية في غزة، ومحاولات تغطية تل أبيب جرائمها بمعاناة الرهائن.

وخصص الاجتماع جزءًا منه للاستماع لإفادة من عيلي شقيق الرهينة الجائع إيفيتار ديفيد، الذي صورته حركة حماس وهو يحفر قبره بيده في النفق. والذي قال إن إسرائيل تسمح بدخول المساعدات لكن حركة حماس تجوّع الرهائن.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر

ساعر: وجود تجويع في غزة "أكاذيب"

مساحة كبيرة لساعر

ومنح الاجتماع مساحة كبيرة لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي طلب عقد الاجتماع وسافر إلى نيويورك خصوصًا لحضوره، وطالب بتحرير الرهائن فورًا، وقال، "رأى العالم حالة الرهائن المزرية، هياكل عظمية حية. ولم يتبقَّ لهم سوى أيام قليلة. فهم على شفا الموت".

وأشار ساعر وشقيق الرهينة ليد عنصر "حماس" التي تقدم الطعام له، فكانت غليظة بل أكبر من ساقه، ويجب ضمان وصول المساعدات الغذائية لهم، لحين الإفراج عنهم.

ووسط اهتمام إعلامي عبري بالحدث المتأخر وفق توقيت تل أبيب، بثت العديد من التقارير في القنوات 7 و 11و 12 و13 و14 ومواقع "واللا" و"يديعوت أحرونوت" و"سورجيم" و"يسرائيل هيوم"، وأبرزت تشبيه ساعر لممارسات "حركة حماس" و"الجهاد الإسلامي" بما فعله النازيون و"داعش"، ويقول إنهما يستخدمان التجويع والتعذيب كجزء من حملة دعائية سادية مُدبّرة جيدًا.

أخبار ذات علاقة

متضامنون يحملون صور رهينة إسرائيلي لدى حماس

تزامنا مع زيارة ويتكوف.. "حماس" تنشر فيديو للرهينة إيفيتار دافيد

مساعدات وقت الحرب

وأفاد ساعر، بأن "إسرائيل تسمح بنقل كميات هائلة من المساعدات إلى غزة. ولا تفعل أي دولة أخرى هذا أثناء الحرب. في ظل هذه الظروف الصعبة". مستدركًا، "إنه عالم مقلوب. فهناك دول تحركت للضغط على إسرائيل بدلًا من حماس، في أيام المفاوضات الحساسة. هاجموا إسرائيل، وشنّوا حملات ضدها، وأعلنوا اعترافهم بدولة فلسطينية افتراضية. وقدموا لحماس هدايا مجانية وحافزًا لمواصلة الحرب. وقضوا بشكل مباشر على صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار. قدموا لحماس هدايا مجانية"، كما جاء في كلمته.

واتهم ساعر هذه الدول دون أن يسميها بأنها أطالت أمد الحرب. وردّ عليها بقوله إن "حماس مسؤولة عن اندلاع الحرب بغاراتها على إسرائيل وارتكابها فظائع السابع من أكتوبر. كما أنها مسؤولة عن استمرار الحرب باستمرار رفضها إطلاق سراح رهائننا وتسليم سلاحها. يجب ممارسة ضغط دولي على حماس. أي شيء آخر لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب".

وقف الحرب فورًا 

وفي المقابل، قالت المجموعة البريطانية، إنهم "تحدثوا إلى أطباء تطوعوا في غزة ورأوا أطفالًا يعانون سوء تغذية حادًّا لدرجة أن جروحهم لم تلتئم لأشهر". واتهمت لندن إسرائيل بمنع طعام الأطفال على الحدود.

كما تحدث المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة قائلًا: "نطالب بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. واتهم إسرائيل بأنها تُجوّع شعبًا بأكمله وتطلق النار على من يحاول الحصول على الطعام والشراب. وتحاول استغلال محنة الرهائن للتغطية على جرائمها". 

ولوّح مندوب الجزائر بمجلس الأمن بصور الأطفال والمواليد الغزيين الذين ماتوا والذين يعانون قسوة الجوع، وهاجم كل من نكر جرائم الإبادة في غزة، وطالب بإنفاذ المساعدات بالكميات المناسبة والمتواصلة، مشددًا على وقف الحرب، ومقدرًا مدى معاناة الرهائن، وحمّل إسرائيل مسؤولية كل هذه التطورات بصفتها القوة المحتلة.

أخبار ذات علاقة

الرهينة الإسرائيلي إيفياتار ديفيد

استنفرت مجلس الأمن.. إسرائيل تطلب جلسة طارئة لبحث وضع الرهائن بغزة

دعم أمريكي غير مشروط 

واتهم ساعر السلطة الفلسطينية بتمويل من وصفهم بالإرهابيين، وانتقد الأمم المتحدة ووسائل الإعلام الدولية، وأضاف: "ما نشهده اليوم هو تفشي معاداة السامية بعد 80 عامًا من المحرقة، تعيش هذه الظاهرة عصرها الذهبي".

وألقت السفيرة الأمريكية بالوكالة لدى الأمم المتحدة دوروثي شاي كلمة وصفها الإعلام العبري بالقوية، أعربت فيها عن دعمها غير المشروط لإسرائيل ومطالبتها بإنهاء الضغوط الدولية عليها.

وبحسب قولها، فإن "الصور المؤلمة للرهينتين إيفيتار ديفيد وروم بريسلافسكي تكشف الوجه الشرير لحماس والجهاد الإسلامي"، وتدعو العالم إلى "ممارسة أقصى ضغط على حماس، لا على إسرائيل".

وأكدت شاي أن "إطلاق سراح الرهائن أولوية قصوى للولايات المتحدة، إلى جانب تفكيك حكم حماس في غزة"، وأدانت بشدة ما وصفته بـ"الخطوات الأحادية الجانب التي تضر بالمبعوثين وجهود الوساطة"، وعلى رأسها الاعتراف بدولة فلسطينية.

وأوضحت أن "اتهامات إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية باطلة وجزء من حملة دعائية ساخرة لحماس".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC