تسعى الكونغو إلى تحديد هوية البنوك التي تحتفظ بحسابات تابعة لرجل أعمال لبناني يُشتبه بتمويله حزب الله، وهو خاضع لعقوبات أمريكية منذ 6 سنوات.
وفي سعيها لتجفيف مصادر تمويل حزب الله اللبناني، استعانت واشنطن في الأسابيع الأخيرة بحكومة فيليكس تشيسكيدي لزيادة الضغط على عدد من رجال الأعمال اللبنانيين الناشطين على الأراضي الكونغولية.
ومن أبرز هذه الحالات رجل الأعمال صالح علي عاصي، الخاضع للعقوبات منذ عام 2019، ويتهمه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية باللجوء إلى عمليات "غسل أموال" واتباع نظام "تهرب ضريبي" لمصلحة الحزب، وهو أيضًا مواطن فرنسي، ويدير شركة طحن دقيق مربحة، ما أكسبه لقب "ملك الخبز" في كينشاسا، وفق ما نشر موقع "أفريكا أنتليجنس" الفرنسي الاستخباراتي، يوم الأربعاء.
ونقلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسالة إلى أندريه لولو واميسو، نائب رئيس ديوان الرئاسة السابق، الذي عُيّن في يوليو/تموز رئيسًا للبنك المركزي الكونغولي.
ثم تولّت وحدة الاستخبارات المالية الوطنية، برئاسة القاضي أدلر كيسولا بيتيكا، زمام الأمور بإرسالها رسالة إلى مختلف البنوك في الكونغو الديمقراطية في نهاية سبتمبر/أيلول.
وفي هذه الوثيقة، تطلب وحدة الاستخبارات المالية الوطنية من المؤسسات تقديم تقرير عن حسابات صالح علي عاصي، وعن حسابات عدة شركات يُشتبه بصلتها برجل الأعمال.
وتشمل هذه الشركات: كينشاسا للأغذية، وميناكارغو، وإينالكا، وغراند مولان دي كينشاسا (جي إم كيه)، ومارين إمبرينت، حسب الموقع الفرنسي.
ويُشتبه بأن صالح علي عاصي أنشأ في السنوات الأخيرة سلسلة من الشركات، يديرها جميعها أقارب أو مرشحون، للالتفاف على العقوبات الأمريكية ومواصلة العمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ومنذ عودة ترامب إلى السلطة، جعلت واشنطن من محاربة حزب الله ووكلائه في القارة الأفريقية أولوية.
وتواجه السلطات صعوبات في تتبع وفك تشابك الشبكة المالية التي أنشأها عاصي.
ويضاف إلى هذا الغموض العلاقات القوية التي يتمتع بها رجل الأعمال في أعلى مستويات الدولة.
وفي أغسطس/آب، كان من بين رواد الأعمال الأجانب القلائل المدعوين إلى حفل زفاف كريستينا تشيسكيدي، ابنة الرئيس الكونغولي من رجل الأعمال باتريك نجيلي.
وعلى ذمة المصدر الفرنسي، طلبت الإدارة الأمريكية أخيرا من السلطات الفرنسية اعتقال صالح علي عاصي عند عبوره الحدود مرة أخرى، إذ يقيم عادةً في باريس، حيث يقيم جزء من عائلته، كما يمتلك أصولًا عقارية، بينها شقة فاخرة في شارع بوسكيه الراقي.
وكانت شركته العقارية تُدار من قِبل اللبناني صائب قانصو، الذي كان رئيسًا سابقًا لشركة "مينوكونغو" وشريكًا تجاريًا قديمًا لصالح علي عاصي في كينشاسا.
ويمتلك قانصو دوائر مالية خارجية، لا سيما في جزر كايمان، وحمل تفويضات لصالح علي عاصي، ويظهر إلى جانب بعض أبنائه الفرنسيين، في شركات مسجلة في كينشاسا، وكذلك في باريس.
