أثارت عودة عمليات تهريب السلاح عبر الحدود السورية اللبنانية إلى حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية، العديد من التساؤلات حول مصدر هذه الأسلحة، وما إذا كان ذلك يعكس عودة إيران لممارسة نشاطها على الساحة السورية أم أن عصابات محلية هي المسؤولة عن ذلك.
وكانت السلطات السورية أعلنت أمس الثلاثاء عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة تشمل صواريخ غراد معدة للتهريب إلى حزب الله في مدينة القصر السورية المحاذية للحدود اللبنانية، وهي عملية التهريب الثانية التي يجري ضبطها خلال مايو/ أيار الجاري.
وقالت مصادر سورية مطلعة، إنه رغم تراجع النفوذ الايراني بعد سقوط نظام الأسد، فإن تقارير رسمية عدة أظهرت استمرار المحاولات الإيرانية لإعادة بناء شبكاتها على الأراضي السورية؛ ما يدعم احتمال استعادة إيران نفوذها خاصة في المدن الحدودية السورية مع لبنان.
وأكدت المصادر لـ"إرم نيوز " أن ما يدعم احتمال عودة نشاط الشبكات الإيرانية على الأراضي السورية هو ضبط العديد من محاولات تهريب الأسلحة إلى حزب الله خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وبكميات كبيرة من الأسلحة ذات الأصل الإيراني.
وبشأن احتمالية أن يكون مصدر عمليات التهريب عصابات محلية مسلحة قالت المصادر، إن الوضع الحالي في سوريا يجعل من هذا الاحتمال ممكنًا.
وأوضحت المصادر أن الفترة التي تلت سقوط نظام الأسد، شهدت نموًّا في نشاط شبكات وعصابات تهريب محلية استغلت الفوضى الأمنية، خاصة في المناطق الحدودية، مثل: حمص وقصير، حيث ترتبط هذه العصابات بقبائل لبنانية أو سورية، لكن نشاطها الأكبر يتركز على تهريب المخدرات (مثل الكبتاجون) وبعض الأسلحة الخفيفة كمصدر للدخل.
وكانت اشتباكات عدة اندلعت في شهر فبراير/ شباط الماضي على الحدود السورية اللبنانية، وسط تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين قوات هيئة تحرير الشام وعناصر تابعة لحزب الله في منطقة البقاع.
واندلعت الاشتباكات بين الجانبين لمنع عمليات تهريب السلاح والمخدرات التي ينفذها عناصر من الحزب بالتنسيق مع مجموعات سورية موالية لإيران عبر بعض النقاط الحدودية بين البلدين.
وتركزت الاشتباكات المسلحة في ذلك الحين في المنطقة الواقعة بين بلدتي سهلات الماي، ومحلة الزكبا، بالإضافة إلى بلدة القصير، وما لبثت أن توسعت رقعتها بعد ذلك لتشمل بلدات أخرى.
وشكلت بلدة القصير الحدودية مركزًا استراتيجيًّا بالنسبة لحزب الله في عهد النظام السابق، حيث قام بتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ومقار أمنية ومراكز تدريب للميليشيات الإيرانية، من بينها ميليشيا "لواء الرضا" ذات النفوذ الواسع في حمص.