الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أكد خبراء أن عملية استهداف إسرائيل لرئيس أركان حزب الله هيثم علي الطبطبائي المعروف بـ"أبو علي" تأتي في سياق إستراتيجية إسرائيلية تهدف إلى فرض معادلة ردع صارمة تُفضي إلى نزع سلاح الحزب، وتمنعه من إعادة بناء قدراته العسكرية.
ورأى الخبراء أن على الدولة اللبنانية المبادرة بتنفيذ تعهداتها بحصر السلاح في يد الجيش اللبناني، ونزع سلاح حزب الله بالكامل، لإزالة الذريعة من يد إسرائيل لمواصلة اعتداءاتها المتكررة على لبنان.
وأعلنت إسرائيل، اليوم الأحد، نجاح عملية اغتيال الطبطبائي، حيث أطلقت تل أبيب على العملية اسم "الجمعة السوداء".
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني جورج نادر إن إسرائيل هددت، منذ فترة، بأنها سترد في الوقت الذي تراه مناسبًا إذا لم تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله، وجاء الرد، اليوم، باغتيال رئيس أركان الحزب، هيثم علي الطبطبائي المعروف بـ"أبو علي".
وأضاف نادر في حديث لـ"إرم نيوز"، أن السؤال الأهم في هذه العملية يتعلق بكيفية تمكّن إسرائيل من تحديد مكان الطبطبائي، مع العلم أن حزب الله يحافظ على "السرية التامة المطلقة" في عملياته، وتشكيلات قياداته، وقد أعلن، سابقًا، إعادة تنظيم صفوفه وقياداته بسرية كاملة.
وأوضح أن استهداف الطبطبائي لا يرتبط بالذكاء الاصطناعي، أو القدرات التكنولوجية المتقدمة فحسب، بل يعتمد على شبكة عملاء معقّدة حتى داخل الدائرة الضيقة لحزب الله.
وأشار نادر إلى أن إسرائيل ستستمر في استهداف قادة الحزب، معتبراً ذلك مؤشرًا على تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في كافة المناطق اللبنانية، من الضاحية الجنوبية إلى البقاع والشمال، دون خطوط حمراء، وموضحًا أن القرار الإسرائيلي يشمل ضرب حزب الله والبنية التحتية للتنظيم.
وأوضح أن السبب وراء هذا التصعيد يعود، بحسب إسرائيل وتصريحات مسؤولين إسرائيليين، إلى أن الحكومة اللبنانية لم تلتزم بتعهداتها بموجب الاتفاق الموقع في نوفمبر 2024، والذي يقضي بنزع سلاح حزب الله، وجعل الجنوب اللبناني خالياً من السلاح، وهو ما يجعل التصعيد الإسرائيلي متوقعًا.
ورأى نادر أن حزب الله، اليوم، أمام امتحان صعب: "إذا لم يرد سيكون مهزومًا معنويًا، وإذا رد سيكون الرد الإسرائيلي مضاعفًا وقاسيًا بما يفوق قدرة الحزب والدولة اللبنانية على تحمّله".
ودعا نادر الحكومة اللبنانية إلى المبادرة بتنفيذ تعهداتها بحصر السلاح في يد الجيش اللبناني، ونزع سلاح حزب الله بالكامل، لإزالة الذريعة من يد إسرائيل لمواصلة اعتداءاتها المتكررة على لبنان، مؤكدًا أن المرحلة الحالية هي الأصعب، وأن إسرائيل لن تتوقف عن تنفيذ عملياتها العسكرية في ظل غياب أي ضغط من الولايات المتحدة على تل أبيب.
وختم حديثه بالقول: "اليوم، يد إسرائيل مطلقة لفعل ما تشاء من عمليات عسكرية تراها مناسبة على الأرض اللبنانية".
من جانبه، اعتبر المنسق الإعلامي لحزب القوات اللبنانية، شارل جبور، أن إسرائيل لا تحتاج إلى تنسيق مع الولايات المتحدة لاستهداف القادة العسكريين في حزب الله داخل لبنان، مشيرًا إلى أن التنسيق مع واشنطن يكون ضروريًا فقط عند استهداف أهداف كبرى في طهران.
وأوضح جبور في حديث مع "إرم نيوز"، أن العمليات الإسرائيلية المستمرة ضد حزب الله تهدف إلى توجيه رسالة واضحة إلى إيران، مفادها أنه ممنوع أن يكون لها ذراع عسكرية أو وجود ميداني في لبنان، وأن الحرب مع حزب الله لن تتوقف حتى إنهاء هذه الذراع العسكرية بالقوة إذا لم يتم التخلّي عنها طواعية.
وأشار إلى أن حزب الله، اليوم، أصبح في موقع حصر الخسائر، ويتجنب الرد على إسرائيل خشية مواجهة تدمير واسع وشامل، مؤكدًا أن القرار الفعلي أصبح بيد إيران، وليس الحزب نفسه.
وأكد جبور أن استمرار إيران في دعم ذراعها العسكرية في لبنان يعني تعريض الحزب لمزيد من الخسائر دون قدرة على الرد، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتحكم بالواقع العسكري في مواجهة حزب الله، وتحظى بغطاء أمريكي كامل لا تتراجع عنه واشنطن.
وأشار إلى أن على الدولة اللبنانية أن تحزم أمرها، وتبسط سيطرتها على كامل أراضيها كخطوة أساسية لوقف الاستهدافات الإسرائيلية، محذرًا من أن عدم تنفيذ ذلك سيؤدي إلى استمرار الضغوط الإسرائيلية، واستنزاف حزب الله، وعدم قدرة إيران على مواجهة إسرائيل من لبنان.