كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن عمليات توسعة استيطانية وصلت إلى حد الاستيلاء على 12% من أراضي الضفة الغربية.
وتقول الصحيفة في تحقيقها إن الحكومة الإسرائيلية استغلت الحرب، والانشغال بجبهتي لبنان وغزة، وسيطرت بقبضتها وبقوة على أراضي الضفة الغربية.
وتضيف "هآرتس" أن 6 وزارات إسرائيلية على الأقل تشارك في تمويل وتعزيز هذا المشروع الاستيطاني.
والأخطر منه "الاستيطان غير المباشر"، إذ يحصلون على صبغة شرعية دولية له من خلال إقامة نشاطات طلابية وتعليمية في الأراضي المستولى عليها، بحجة أنها "مزارع تعليمية وليست مشروعا استيطانيا أو بؤر استيطان".
وتعاظمت النزعة العدائية والانتقامية للطلبة والمزارعين الإسرائيليين، مؤيدي الاستيطان، منذ بداية الحرب.
ورفع الشاباك مؤخرا، وثيقة إلى المستوى السياسي حذر فيها من النمو المدوي للمزارع الاستيطانية وارتفاع عدد حوادث العنف المتعلقة بها، حيث نشطت ميليشيات تحت مسمى "الجفعاتيين"، أو "التلاليين"، حيث دأبوا على المجيء من التلال المطلة على القرى الفلسطينية.
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن مستوطنا قديما يدعى، زئيف حفير، هو من يقف وراء هذه المخططات الاستيطانية بدعم غير محدود من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وحفير، رئيس جماعة استيطانية متطرفة تسمي نفسها "أمانة"، وهي الذراع التنفيذي الرئيس لإقامة البؤر الاستيطانية.
وتقدر قيمة مشروعه الاستيطاني الخفي المسمى "أمانة" بنحو 600 مليون شيقل (نحو 150 مليون دولار)، ويعترف بضخ ميزانيات كبيرة من حكومة نتنياهو للمزارع الاستيطانية.
وتقول حغيت عوفران، رئيسة طاقم متابعة المستوطنات في حركة "السلام الآن"، إن "الارتفاع الحاد في عنف المستوطنين في أرجاء الضفة الغربية، يرتبط بشكل مباشر بظاهرة المزارع الاستيطانية، التي يتحمل سكانها المسؤولية عن جزء كبير من هذا العنف".
وبالتوازي، انتشرت حالات طرد الفلسطينيين من نطاقات المزارع الاستيطانية خلال العامين الماضيين.
وتفيد "هآرتس" بأن الولايات المتحدة وبريطانيا ودولا أخرى، ترصد هذه الظاهرة الاستيطانية لدرجة أنها فرضت عقوبات على ستة أصحاب مزارع من هذه النوعية، وعللت إدارة بايدن فرض العقوبات على ثلاثة منهم في مارس/آذار الماضي، باتهامهم بارتكاب أعمال عنف متكررة ضد الفلسطينيين، وفي حالات معينة ضد إسرائيليين أيضا، في الضفة الغربية.
لكن يبرر شباب إسرائيليون متطرفون، ويشاركون في عمليات الاستيطان، أنه منذ الحرب تساهل الجيش معهم أكثر، وأصبحت السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية أسهل. ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، باتت عين أمريكا والغرب تتركز بشكل أكبر على غزة، بينما تغيب عن الضفة بالفعل.