الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
كشف مصدر رفيع المستوى في الدفاع الجوي العراقي، لـ"إرم نيوز"، عن رصد طائرات إسرائيلية مسيّرة تقوم بعمليات مسح جوي فوق الأراضي العراقية على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه مصدر في قوات "البيشمركة" الكردية، وجود طيران إسرائيلي مكثف حلق فوق قيادة قوات "الكوماندو" في مدينة السليمانية، شمال البلاد، حيث يتدرب عناصر "سرايا الخراساني"، وهو إحدى الفصائل التابعة للحشد الشعبي.
وبدأ العراق مرحلة أمنية جديدة مع تلويح إسرائيل بشكل رسمي بأنها ستستهدف الفصائل والميليشيات الموالية لإيران، التي تطلق بشكل يومي الطائرات المسيرة والصواريخ تجاه أهداف في الجولان وإيلات وتل أبيب.
اختراق بشكل مكثف
وقال المصدر الذي يحمل رتبة مقدم في الدفاع الجوي، لـ"إرم نيوز"، إنه في "الأيام الثلاثة الماضية تم تسجيل اختراق طيران مسير إسرائيلي للأجواء العراقية وبشكل مكثف، لا سيما في محافظة نينوى وصلاح الدين والسليمانية وديالى والأنبار وأطراف العاصمة بغداد".
وأضاف أن "حركة الطيران تلك تشير إلى أنها تجري مسوحات دقيقة لمواقع عسكرية خصوصاً التابعة للحشد الشعبي والفصائل المسلحة، كما كثفت طلعاتها الجوية فوق مدينة السليمانية مقتربة من الحدود الإيرانية".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قد تقدم بوثيقة إلى مجلس الأمن، حملت فيها إسرائيل بشكل رسمي ولأول مرة الحكومة العراقية مسؤولية استخدام الأراضي العراقية لاستهداف تل أبيب، مخطرة مجلس الأمن الدولي بحق رد إسرائيل على تلك الهجمات.
وعلى صعيد متصل، كشف ضابط برتبة عقيد في قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان، عن رصد 3 طائرات إسرائيلية مسيرة في أجواء مدينة السليمانية كانت تجوب الأجواء فوق مقر قيادة قوات الكوماندو التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني.
وتعد قوات "الكوماندو" الكردية وحدة عسكرية "تكتيكية" تشابه القوات الخاصة في الجيوش النظامية، وتتولى مسؤولية العمليات الخاصة التي تنفذها قوات البيشمركة في السليمانية ضد أهداف معادية مثل تنظيم القاعدة ومن بعدها "داعش".
وقال المصدر، لـ "إرم نيوز"، إن "قوات الكوماندو الكردية دائماً ما تتولى تدريبات لقوات أمنية عراقية أو فصائل من الحشد، ومنذ أيام تدرب في مقر العمليات التابع لها إحدى فصائل الحشد الشعبي وهو فصيل (سرايا الخراساني) الذي تربطه علاقة وثيقة مع إيران، ودائماً ما يتم اتهامه إلى جانب كتائب حزب الله والنجباء بتنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية وإسرائيل".
وبين، أن "الطائرات الإسرائيلية أجرت طلعات غير منقطعة فوق المقر الذي يتدرب فيه فصيل سرايا الخراساني في السليمانية، مما أدى إلى حدوث إرباك في صفوف القوة المكلفة بحماية قاعدة التدريب، التي فتحت النار باتجاه الطائرة المسيرة مما أدى إلى ارتفاعها للمدى الذي لا تصله الأسلحة الخفيفة دون إصابة الطائرة بأضرار".
ودائماً ما يتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، حزب الاتحاد الوطني بقيادة بافل طالباني، بالتورط بعلاقاته اللامحدودة مع الفصائل المسلحة "الشيعية" الموالية لإيران، وتسهيل مهام تنقلهم وحركتهم في محافظة السليمانية.
ويقول عبد الله زيباري، أحد قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن "علاقات الاتحاد الوطني الوطيدة بالفصائل الموالية لإيران والتي تستهدف القوات الأمريكية وإسرائيل يمكنها أن تجر محافظة السليمانية إلى الويلات، فيما قررت إسرائيل استهداف الميليشيات تلك".
توريط بغداد في الحرب
وأضاف، أن "المعلومات المتوفرة تشير إلى استضافة الاتحاد الوطني عددا من قيادات ومسؤولي الفصائل في منطقتي ميرجيبان وشيمي ريزان، وهذا يمكنه أن يورط إقليم كردستان في الصراع الدائر بين ما يُسمى محور المقاومة، الذي تقوده طهران، وبين إسرائيل، وهذا ما نحن في غنى عنه".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أبلغت بغداد بأنها استنفدت كل أوراق الضغط على إسرائيل لمنعها من استهداف الفصائل المسلحة في العراق وتوريط بغداد في الحرب الدائرة في المنطقة.
وحول الطائرات المسيرة الإسرائيلية، يرى الخبير الأمني والعسكري الكردي، فرهاد دوسكي، أن "تكثيف تحليق الطائرات المسيرة المتطورة وإجراء مسوحات جوية، مؤشر خطير على قرب الضربة الإسرائيلية على العراق".
وبين، لـ "إرم نيوز"، أن "في أي عملية اشتباك عسكري سواء جوي أو بري تحتاج القوة المهاجمة لجمع كل المعلومات الاستخبارية والمسوحات الجوية لتوجيه الضربات العسكرية الدقيقة للأهداف التي يتم تحديدها".
وكانت الحكومة العراقية قد قررت تشكيل قوة خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب، لرصد وملاحقة المجاميع التي تستهدف التحالف الدولي في العراق.
وبحسب وثيقة عنونت تحت باب "سرية"، فإن قائد جهاز مكافحة الإرهاب وجه بتهيئة قوة تتألف من مقاتلين وعجلات وأسلحة وأعتدة، تكون جاهزة لأي طارئ بأسرع ما يمكن، مشدداً على الجهد الاستخباري لرصد أي محاولة لإطلاق صاروخ أو طائرة مسيرة لاستهداف مستشاري التحالف الدولي.