ضرب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تسونامي من العقوبات والتهديدات الدولية بعد 3 أشهر من حصارها الخانق، ورفضها إدخال المساعدات إلى قطاع غزة الذي مات أطفاله جوعاً، كما ترصد المنظمات، وتثبت الصور.
حتى أن الرئيس الأمريكي الذي توعد حركة حماس والشرق الأوسط بـ"الجحيم"، مراراً، أثناء حملته الانتخابية بسبب الرهائن الإسرائيليين في غزة، بات يشعر بالإحباط بسبب الحرب المستمرة في غزة، وانزعاجه من صور معاناة الأطفال، وفق ما نقله مسؤولان في البيت الأبيض.
وقال مسؤولان في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" إن الرئيس ترامب يشعر بالإحباط "بسبب الحرب المستمرة في غزة، وانزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين"، وأضافا: "طلب ترامب من مساعديه أن يخبروا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد منه إنهاء الأمر".
وتابع أحد المسؤولين في البيت الأبيض: "الرئيس يشعر بالإحباط إزاء ما يحدث في غزة. إنه يريد انتهاء الحرب، ويريد عودة الرهائن إلى ديارهم، ويريد دخول المساعدات، ويريد البدء في إعادة إعمار غزة".
ووصف المسؤول الحرب بأنها تشتت الانتباه عن أمور أخرى يريد ترامب القيام بها. وأضاف: "هناك إحباط كبير من استمرار هذه الأزمة".
وقال المسؤول إن قرار ترامب بالتحرك بشكل أحادي لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بدلاً من انتظار موافقة إسرائيل على اتفاق أوسع، كان نتيجة لهذا الإحباط.
وينفي المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون استعداد ترامب للتخلي عن إسرائيل، أو ممارسته ضغوطًا شديدة على نتنياهو، لكنهم في الوقت ذاته يُقرّون بوجود خلافات سياسية متصاعدة بين رئيس يسعى لإنهاء الحرب ورئيس وزراء يوسعها بشكل هائل، وفق تقرير "أكسيوس".
وأدى تعثر المحادثات، والوضع الميداني، إلى إرجاء زيارة نائب الرئيس جي دي فانس إلى إسرائيل هذا الأسبوع. ويُلقي قراره الضوء على موقف الولايات المتحدة من السياسة الإسرائيلية الحالية في غزة.
وقالت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الثلاثاء، إن التكتل الأوروبي سيراجع اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، مشيرة إلى وجود "أغلبية قوية" داخل الاتحاد تؤيد هذه الخطوة.
وأضافت كالاس في كلمة على هامش اجتماع للاتحاد، أن المضي قُدماً في مراجعة الاتفاق "يعتمد على تصرفات إسرائيل"، مشيرة إلى أن القرار يمكن التراجع عنه إذا التزمت إسرائيل بواجباتها، خاصة فيما يتعلق بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكدت أن الوضع في القطاع "كارثي"، لافتة إلى أن كميات المساعدات التي سمحت بها إسرائيل حتى الآن "لا تكاد تذكر، وهي أشبه بقطرة في محيط".
وأعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن وزير الخارجية ديفيد لامي سيعلن تعليق مفاوضات اتفاقية تجارية مع إسرائيل، وأضافت أنها استدعت سفيرة إسرائيل تسيبي حوتوفلي على خلفية توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وقال ديفيد لامي، إن أسلوب إدارة الحرب في غزة يضر بالعلاقات مع حكومة إسرائيل، مضيفا أنه "إذا استمر العدوان الإسرائيلي في غزة سنتخذ مزيداً من الخطوات".
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فقال اليوم الثلاثاء، إنه وزعيمي فرنسا وكندا يشعرون بالفزع إزاء التصعيد في قطاع غزة.
ويشاركه الموقف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إذ أكد أن تسهيل إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة غير كافٍ.
ويحاول قادة آخرون الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، بعد أن أصدرت بريطانيا، وفرنسا، وكندا، بيانًا، يوم أمس الإثنين، هددت فيه باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، بسبب حرب غزة.
وأضافت الدول الأوروبية في بيان: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الشنيعة. إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد، وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، سنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردًا على ذلك".
من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن، إن إسرائيل استأنفت السماح لإيصال المساعدات إلى غزة بشكل "مؤقت ومحدود" بعد توقف دام 11 أسبوعاً، واصفاً المساعدات الداخلة بأنها ليست سوى "قطرة في بحر".