اسمها آرامي، وتعني الرجال الأشداء، وتقع على أطراف دمشق في الجنوب الشرقي، هي جرمانا التي كانت في قلب الأخبار خلال الأيام الماضية، إثر توتر بين فصائل مسلحة والأمن السوري، والتي أرادت إسرائيل دخولها بزعم حماية الطائفة الدرزية.
وتسارعت الأحداث في المدينة ذات الأغلبية الدرزية والمسيحية، بعد مقتل عنصر من الأمن السوري، وإصابة آخر بجروح جراء إطلاق نار من مسلحين عند حاجز، أعقب مشاجرة بين الجانبين.
وبعيداً عن التاريخ القديم للمدينة التي ذكرها الكثير من المؤرخين، منهم ابن بطوطة والظاهري ويعود تاريخها إلى العصور القديمة، فإن المدينة التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط شرق العاصمة دمشق، بقيت إبان الحرب الأهلية 2011 – 2024، تحت سيطرة نظام الرئيس السابق بشار الأسد، في الوقت الذي سقط فيه أغلب الجنوب السوري في قبضة المعارضة.
وقبل اندلاع الحرب عام 2011 كان يقطن جرمانا أغلبية من طائفة المسلمين الموحدين الدروز والمسيحيين، ولكن خلال سنوات الحرب نزح إليها مئات الآلاف من محافظات أخرى، حتى بات عدد سكانها نحو مليون ونصف المليون نسمة وفق سكان في المدينة، فيما بقيت السجلات الرسمية تقدّر العدد بـ 114,363.
ورغم احتفاظ النظام السابق بها تحت سيطرته طوال سنوات الحرب، ووجود شريحة كبيرة من ضباطه تسكنها، إلا أن المدينة شهدت عدة احتجاجات منذ 2022، تزامناً مع الحراك الدرزي الذي تركّز في السويداء.
وأسقط فيها السكان في السابع من ديسمبر، عشية إطاحة حكم بشار الأسد، تمثالاً نصفياً لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد كان موضوعاً في ساحة رئيسة تحمل اسمه، كما كانت من أوائل المناطق الجنوبية التي خسرها النظام في معركة "ردع العدوان" التي أدت إلى انهياره.
ومن المفارقات للمدينة التي كانت زراعية قبل امتداد العمران السكاني، أن فيها منزل الفنانة السورية الراحلة مي سكاف، التي عارضت النظام السوري السابق، حتى توفيت في المنفى، فيما كانت قوات النظام قد استولت على منزلها في عام 2014.
وبعد سقوط النظام، برز الوجود المسلح في المدينة والذي يتبع للطائفة الدرزية، وتأخر فرض الأمن فيها، حتى مقتل جندي سوري يوم الجمعة الماضي، لتشهد المدينة توترات، انتهت بدخول قوات الأمن إليها وفرضها السيطرة عليها بالكامل، بعد توعد إسرائيلي بدخولها بذريعة حماية الأقليات.