logo
العالم العربي

وسط أزمة اقتصادية.. عودة اللاجئين تثقل كاهل الحكومة السورية الجديدة

وسط أزمة اقتصادية.. عودة اللاجئين تثقل كاهل الحكومة السورية الجديدة
لاجئون عائدون إلى سوريا من تركياالمصدر: أ ف ب
21 ديسمبر 2024، 1:42 م

تعد عودة اللاجئين السوريين من الملفات الثقيلة التي تواجهها الحكومة المؤقتة في دمشق، في ظل انهيار الاقتصاد، وانعدام الموارد، وتضرر الخدمات، وتدمير العديد من البلدات والأحياء بشكل شبه كامل. 

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يبلغ عدد اللاجئين السوريين حوالي 6.2 مليون شخص، أي رُبع سكان سوريا، منهم 3 ملايين في تركيا، و775 ألفاً في لبنان، وأكثر من 600 ألف في الأردن، وحوالي 300 ألف في العراق، و150 ألفاً في مصر.

ومنذ سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري 2024، شهدت الحدود مع تركيا، ومعبر نصيب الحدودي مع الأردن، ومعبر المصنع مع لبنان عودة مئات الآلاف من اللاجئين، في وقت حذرت فيه المنظمات الدولية من نشوء أزمة كبيرة بسبب صعوبة استيعاب العائدين وتوفير المساكن لهم ومقومات الحياة الأساسية.

ويقدّر أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق، الدكتور علي كنعان، عدد اللاجئين العائدين من الأردن ولبنان وتركيا بأكثر من 1.2 مليون لاجئ حتى الآن.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز": "هذه الأعداد ستشكل ضغطاً كبيراً على الحكومة المؤقتة، بسبب تعرض منازل الكثير من هؤلاء العائدين للدمار الكلي أو الجزئي، حيث ستكون مشكلة تأمين السكن هي العقبة الأهم." 

كما حذرت مديرة المنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، من أن عودة اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة إلى ديارهم قد تشكل عبئاً كبيراً على البلاد، وتؤجج صراعات غير متوقعة بعد الإطاحة ببشار الأسد.

وفيما يخص ضبط عملية عودة اللاجئين، يرى كنعان أنه "سيكون من الصعب جداً تنظيم هذه العودة بشكل تدريجي تبعاً للإمكانات المتوفرة، خاصة بعد انتصار الثورة، حيث من الصعب منع عودة الناس الذين يعيشون ظروفاً صعبة في دول اللجوء".

وتتداخل عودة اللاجئين مع ملف  إعادة الإعمار والمساعدات التي ستقدمها الدول المانحة، حيث تفضل الولايات المتحدة التريث في دعم الحكومة المؤقتة لتقييم أدائها في مختلف الملفات المحلية والإقليمية. 

أخبار ذات علاقة

رتل عسكري عند قاعدة حميميم في سوريا

ما تداعيات أحداث سوريا على نفوذ موسكو وطهران في المنطقة‎؟

ومن جهة أخرى، يرى الباحث الاقتصادي عامر شهدا أن "عودة اللاجئين بأعداد كبيرة ستفاقم المعاناة الاقتصادية في سوريا، مشيراً إلى أن الخدمات المتوفرة حالياً لا تكفي السكان الموجودين في سوريا، مثل الكهرباء التي لا تصل سوى لثلاث ساعات يومياً في معظم المناطق. 

وتساءل شهدا لـ"إرم نيوز" "ماذا سيحدث إذا زاد عدد السكان خلال أيام بعدة ملايين إضافية؟".

أما فيما يخص الدعم الدولي، فيعتقد شهدا أن "الدول المانحة قد تتأخر في تقديم الدعم أو قد تقدمه على مراحل بسبب ارتباطه بملفات سياسية واتصالات مع دول العالم، وهو ما قد يستغرق عدة أشهر، مما يضع البلاد أمام مشكلة حقيقية". 

بالإضافة إلى ذلك، يلفت كنعان إلى وجود تحديات إضافية في تأمين احتياجات الأسر العائدة من الطعام والعلاج، بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بتعليم الأطفال، حيث سيكون من الصعب استيعابهم في المدارس وتأمين الكوادر التعليمية اللازمة، كما أن الكثير من المدارس قد تعرضت للتدمير، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة.

أخبار ذات علاقة

اللاجئون السوريون.. مصير غامض لرُبع شعب مشتت

اللاجئون السوريون.. مصير غامض لرُبع شعب مشتت

 وكانت مفوضية اللاجئين قد توقعت سابقا أن مليون شخص سيعودون إلى سوريا في الأشهر الستة الأولى من عام 2025، خاصة بعد أن جمدت الدول الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا، النظر في طلبات لجوء السوريين، إلا أن أعداد العائدين قد تجاوزت المليون خلال الأيام الماضية، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه الحكومة المؤقتة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC