إعلام ياباني: رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا سيعقد مؤتمرا صحفيا خلال ساعات

logo
العالم العربي

اجتياحات الضفة الغربية.. إسرائيل تنسف آخر ما تبقى من اتفاق أوسلو

اجتياحات الضفة الغربية.. إسرائيل تنسف آخر ما تبقى من اتفاق أوسلو
19 ديسمبر 2023، 3:02 م

نسفت إسرائيل آخر ما تبقى من اتفاق أوسلو الموقع مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل أكثر من ثلاثة عقود، وذلك عبر الاجتياحات المتكررة لمدن الضفة الغربية، والتي زادت وتيرتها بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.

ووقعت إسرائيل ومنظمة التحرير اتفاقًا للمبادئ عام 1993 مدته خمس سنوات، أدى لتأسيس السلطة الفلسطينية وتسليمها حكم الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما يتهم الفلسطينيون إسرائيل بعد الالتزام ببنود الاتفاق.

ويجتاح الجيش الإسرائيلي بشكل يومي مدن الضفة الغربية، وينفذ عمليات عسكرية أدت لمقتل أكثر من 500 فلسطيني منذ بداية العام الجاري، علاوة على تدمير كبير بالبنى التحتية؛ ما يؤثر على قدرة السلطة الفلسطينية على تعزيز سيطرتها بالضفة.

وأكد محللون سياسيون فلسطينيون، أن الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة لمدن الضفة الغربية تؤثر سلبًا على السلطة الفلسطينية، وتقضي على فرص بقاء اتفاق أوسلو، خاصة وأن السلطة هي الطرف الوحيد الذي لا يزال ملتزمًا بالاتفاق.

إضعاف السلطة الفلسطينية

ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي، مصطفى إبراهيم، أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية تهدف بالدرجة الأولى لإضعاف السلطة الفلسطينية أمنيًّا وسياسيًّا، وإظهارها بصورة منكسرة أمام العالم والشارع الفلسطيني".

وقال إبراهيم، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "الحكومة الإسرائيلية معنية بإضعاف السلطة الفلسطينية والقضاء على أي إمكانية لقدرتها على حكم الضفة الغربية"، مؤكدًا أن تراجع شعبية السلطة يخدم المشاريع الإسرائيلية.

وأضاف أن "الصورة الضعيفة للسلطة وإنهاء التزامات أوسلو يؤكد للعالم عدم قدرتها على إدارة الدولة المستقبلية للفلسطينيين، ويشغله بالبحث عن بديل لها بدلًا من الحديث عن حل الدولتين ومفاوضات الحل النهائي".


d6b3594b-225e-4330-a69f-564b973f7f9d

وأشار إبراهيم، إلى أنه "بات واضحًا للفلسطينيين والعالم أن السلطة ليس لديها القدرة على ضبط الأوضاع الأمنية بالضفة، وتفتقر لأي سيطرة على غزة، علاوة على أنها ضعيفة سياسيًّا، وهو الأمر الذي تعززه إسرائيل بممارساتها بالضفة".

وبين المحلل السياسي، أن "الاجتياحات الإسرائيلية لمدن الضفة تمثل رصاصة الرحمة التي تسعى إسرائيل لإطلاقها على قيادة السلطة"، لافتًا إلى أن حكومة نتنياهو ترغب في قيادة حكم ذاتي للفلسطينيين تكون تابعة لها.

وتابع: "اتفاق أوسلو بحكم المنهي سواء لأنه مؤقت مدته خمس سنوات، أو بسبب عدم التزام إسرائيل بالوقت الحالي بأي من بنوده"، مؤكدًا أن مساعي إسرائيل لتصفية السلطة الفلسطينية ستؤدي لفوضى عارمة بالمنطقة.

وحسب إبراهيم، فإن "القيادة الفلسطينية يجب أن تتخذ موقفًا حاسمًا من الاتفاق وتعلن انسحابها من أي التزامات متعلقة بها"، مشددًا على أن تجاهل السلطة لما يحدث بالضفة وشمالها سيكون له عواقب كارثية عليها، وفق تقديره.

القضاء على حل الدولتين

وفي السياق، يرى المحلل السياسي، سهيل كيوان، أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية بمدن الضفة تأتي في إطار مخطط لإسقاط حكم السلطة الفلسطينية وإنهاء أي إمكانية للتفاوض معها على الحل النهائي في إطار دولي".

وأوضح كيوان، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الهدف الإسرائيلي يتمثل في القضاء على حل الدولتين، تمهيدًا لضم الضفة الغربية لإسرائيل، وهو المخطط الذي بنيت على أساسه الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو".

وأضاف كيوان: "الجيش الإسرائيلي ألغى تصنيفات أوسلو لمناطق الضفة الغربية، ويتصرف عسكريًّا وأمنيًّا وسياسيًّا بصفته الحاكم العسكري للضفة"، مشيرًا إلى أن ذلك لضمان عدم قبول الفلسطينيين بحكمها الحالي.

ويتضمن اتفاق أوسلو تقسيم مناطق الضفة الغربية إلى مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية وأخرى للسيطرة الإسرائيلية، في حين تخضع مناطق معينة لسيطرة أمنية مشتركة، لكن الجيش لم يعد يعترف بهذه التقسيمات ويقتحم بشكل متكرر المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية.

وبحسب كيوان، فإن "ما يحدث بالضفة أثر سلبًا على صورة السلطة الفلسطينية وقيادتها بالمجتمع الدولي، ونجحت إسرائيل بإقناعهم بعدم قدرتها على الاستمرار في الحكم، وبالتالي عدم المطالبة باستئناف المفاوضات قبل تغيير القيادة الفلسطينية الحالية".

وأشار كيوان إلى أن "اتفاق أوسلو أصبح في حكم المعدوم، وإسرائيل أخلَّت بجميع بنوده السياسية والأمنية والاقتصادية، سواء بعملياتها العسكرية بالضفة وشمالها، أو من خلال حجب أموال الضرائب الفلسطينية والخصومات التي تنفذ عليها شهريًّا".

ويؤكد أن "إسرائيل ترغب في تغيير قيادة السلطة بقيادة فلسطينية تابعة لها، تقوم بتنفيذ أجندتها المتعلقة بالحكم الذاتي للفلسطينيين بعيدًا عن المطالبة بدولة"، لافتًا إلى أن إسرائيل اختارت غزة لتكون دولة الفلسطينيين المستقبلية.

وتابع: "استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه ينذر بتطور خطير على المستوى الإقليمي والدولي، وقد يؤدي إلى انهيار السلطة بشكل كامل، وبالتالي موجة من الفوضى والمواجهة المسلحة المفتوحة"، وفق تقديره.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC