logo
العالم العربي
خاص

مصادر أمريكية: مقترح ترامب الجديد لغزة محفوف بشروط ومحاذير "صارمة"

آثار الدمار جراء استمرار الحرب في غزةالمصدر: رويترز

كشفت مصادر أمريكية مطلعة، لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس دونالد ترامب يضع محاذير واضحة في خطة "اليوم التالي" للحرب في قطاع غزة، تتعلق بطبيعة الإدارة التي ستتولى شؤون القطاع، وتركيبة القوى الأمنية، بالإضافة إلى مستقبل قيادات حركة حماس داخل غزة.

ووفقًا للمصادر، فإن ترامب يشترط أن يتولى إدارة غزة فريق إداري فلسطيني مستقل، لا يتبع للسلطة الوطنية الفلسطينية ولا لحركة حماس، ويُكلّف باستكمال المرحلة الانتقالية بعد انتهاء الحرب، كما تشدد الخطة على عدم إشراك أي عناصر من حركة حماس في الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي ستعمل في القطاع مستقبلاً.

أخبار ذات علاقة

رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير

الجيش الإسرائيلي: 5 فرق تقاتل في غزة و"الإرهاب" انخفض 80% بالضفة

قيادات حماس والمشهد الأمني

وأوضحت المصادر أن من أبرز بنود الخطة الأمريكية، ترتيب آلية وتوقيت لخروج قيادات حركة حماس من قطاع غزة، بالتوازي مع إجراء إحصاء دقيق لعناصر الحركة داخل القطاع، وخصوصًا القيادات والفاعلين في مراكز القرار.

ويهدف هذا الإجراء إلى حصر من سيُسمح له بالبقاء ومن سيُجبر على مغادرة القطاع، بما يضمن تجريد الحركة من أي حضور سياسي أو إداري أو أمني في مرحلة ما بعد الحرب.

إدارة أمنية مؤقتة بإشراف عربي ودولي

وتضيف المصادر أن تفاصيل الخطة لا تزال قيد النقاش، وتعتمد إلى حد كبير على مفاوضات مرتقبة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصًا حول الشكل الأمني للمرحلة الانتقالية.

وتشير المعطيات إلى أن هذه المرحلة لن تقل مدتها عن عامين، يتخللها انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، وتُسند فيها المسؤولية الأمنية لقوات عربية، مع إمكانية مشاركة قوات دولية إلى حين تشكيل كيان إداري فلسطيني جديد.

ملف الأسرى.. أولوية في التوقيت والتنفيذ

تؤكد المصادر أن ترامب يشدد على ضرورة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، محذرًا من أن أي تجزئة في تنفيذ هذا البند ستُبقي الملف عرضة للابتزاز السياسي أو الميداني من قبل حماس أو الحكومة الإسرائيلية، ويعتبر أن تنفيذ هذا البند بشكل جماعي سيُقلل من المخاطر التي قد تهدد حياة الأسرى.

أخبار ذات علاقة

تفاصيل خطة ترامب لإعادة إعمار غزة

خبراء: خطة غزة ورقة إنقاذ لإدارة ترامب المثقلة بالأزمات

وفي السياق ذاته، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن "الخطة المطروحة لا تزال غامضة في عدة نقاط جوهرية، أبرزها آلية انسحاب الاحتلال من القطاع، وما إذا كان يشمل الخروج الكامل من النقاط والمواقع الأمنية"، مشيرا إلى "تخوفات من أن تتخذ إسرائيل أشكالاً جديدة للبقاء في مناطق استراتيجية داخل القطاع"، على حد وصفه.

وفي تصريحاته لـ"إرم نيوز"، لفت الرقب إلى أن "مسألة تبادل الأسرى لا تزال عالقة، إذ لم يتم تحديد ما إذا كانت العملية ستتم دفعة واحدة أو على مراحل، وما إذا كانت مرتبطة بضمانات لانسحاب إسرائيلي كامل أم لا، وأهمية وجود جدول زمني واضح ومُحكم يتضمن مراحل تنفيذية، محذرًا من أن غياب هذه الآلية قد يعرض المشروع للفشل".

كما شدد على أن "التسريبات لم تتطرق إلى البديل السياسي الذي سيحكم غزة بعد حماس، إذ ركزت الخطة الأمريكية على الشق الأمني فقط، دون توضيح أي ملامح للمشروع السياسي المقبل".

شكوك في نوايا الانسحاب الكامل

ومن جانبها، ترى الباحثة الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد، أن "الخطة الأمريكية تتضمن انسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من قطاع غزة، لكنها لا تقدم أي ضمانات لانسحاب كامل ونهائي".

واعتبرت أن "وقف الحرب مشروط بخروج جميع الرهائن الإسرائيليين، دون حسم نهائي لمسألة عدم استئناف العمليات العسكرية بعد ذلك".

وفي حديثها لـ"إرم نيوز"، أوضحت حداد أن "الخطة تُعد محاولة من ترامب لإنقاذ نتنياهو من العزلة الدولية المتزايدة، خاصة بعد الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

كما أشارت إلى أن "ترامب يسعى من خلال هذه الخطة إلى تعزيز موقفه السياسي داخليًا، قبيل انتخابات التجديد النصفي، من خلال الاستثمار في هذا الملف".

وأشارت إلى أن "قبول نتنياهو للخطة الأمريكية مرهون بما تحققه من أهداف سياسية وأمنية، دون أن تضر بائتلافه الحكومي، ما يضع حدودًا للمرونة الإسرائيلية تجاه المقترحات الأمريكية".

العقبات الإسرائيلية... وغياب الضمانات

في السياق ذاته، يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور حسين الديك، أن "الخطة تُشير إلى وجود نية أمريكية حقيقية للتوصل إلى اتفاق، لكن العقبة الأساسية تبقى في الموقف الإسرائيلي غير الواضح حتى اللحظة".

وقال الديك لـ"إرم نيوز"، إن "تل أبيب تمتلك السيطرة الميدانية في القطاع، ما يجعل موافقتها ضرورية لنجاح أي خطة، وكل المبادرات السابقة حظيت بموافقة من الأطراف الفلسطينية والعربية، وحتى من وسطاء مثل مصر وقطر والولايات المتحدة، لكن العائق الرئيس كان دومًا موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وأضاف أن "ما طُرح حتى الآن لا يتجاوز إطار الأفكار العامة دون آليات تنفيذ واضحة"، محذرًا من أن "الشيطان يكمن في التفاصيل".

وتساءل: "ما الذي يضمن ألّا تعود إسرائيل لعمليات عسكرية في غزة بعد إطلاق سراح الأسرى؟"، مشددًا على أن غياب الضمانات يمثل نقطة ضعف جوهرية في الخطة.

وختم الديك بالإشارة إلى ثلاث قضايا رئيسة قد تعيق نجاح الخطة، وهي: الموقف الإسرائيلي، تفاصيل وآليات التنفيذ، وافتقار الخطة إلى الضمانات الكافية، معتبرًا أن الحديث عن نجاحها لا يزال مبكرًا في هذه المرحلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC