logo
العالم العربي

"عملية القدس" بين التداعيات السلبية والإيجابية لحماس

"عملية القدس" بين التداعيات السلبية والإيجابية لحماس
01 ديسمبر 2023، 4:11 ص

أعلنت حركة حماس، اليوم الخميس، تبنيها لهجوم إطلاق النار في القدس الذي أدى إلى مقتل 3 أشخاص، حيث قالت الحركة في بيان رسمي لها إنها تتبنى عملية إطلاق النار في مستوطنة راموت بالقدس المحتلة التي نفذها شقيقان من المدينة، مضيفة، أن "على المحتل أن يتحسس رأسه في كل مدينة وقرية وشارع وزقاق، فأبطالنا مستنفرون للثأر".

وبشأن ذلك، علّق الباحث في الشأن السياسي يحيى قاعود على عملية إطلاق النار قائلًا: "جاء توقيت هذه العملية من قبل حركة حماس في توقيت تشتد فيه مفاوضات الدوحة المستمرة منذ عدة أيام لبحث سبل وقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة وإطلاق سراح كافة المحتجزين".

وأضاف قاعود لـ"إرم نيوز"، "هدفت العملية في القدس إلى إيصال رسالتين؛ الأولى، أن حماس في حال رفضت إسرائيل تمديد الهدنة المؤقتة واستأنفت العمليات القتالية داخل قطاع غزة صباح الجمعة، بأنها جاهزة لأن تضغط على إسرائيل في مناطق أخرى في فلسطين، وتتحرر من حالة الضغط التي تمارسها إسرائيل أثناء المفاوضات".

ووفق قاعود، فإن "حماس من خلال هذه العملية تريد أن تقول إنه لا يزال لها اليد الطولى من خلال استنفار مقاتليها في الضفة الغربية والقدس للبرهنة على مصطلح وحدة الساحات الذي تموله إيران لكل أذرعها في المنطقة بدءًا بالحوثيين وليس انتهاءً بالمقاتلين في شمال الضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان".

وأشار إلى أن "اليمين الشعبوي الإسرائيلي ومنذ تنفيذ العملية في القدس ينشر دعاية مفادها أن منفذي العملية هم أسرى سابقون ينتمون إلى حركة حماس في إشارة إلى أن الأسرى المتواجدين داخل المعتقلات هم مقيدو الحرية بسبب قيامهم بأعمال عدائية تجاه المواطنين الإسرائيليين".

من جهته، قال الخبير في الشؤون العسكرية الدكتور رائد موسى: "للعملية تداعيات سلبية وتداعيات يمكن وصفها بالإيجابية إن جاز التعبير؛ فالتداعيات السلبية تتمثل بأنها عملية قد تمت ضد مدنيين عزل بنظر الرأي العام الدولي وإن كانوا في أرض محتلة بما يصب ذلك في مصلحة تعزيز الرواية الإسرائيلية والتي تتبناها الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بأن حركة حماس هي حركة إرهابية على حد وصفهم تتعمد استهداف المدنيين الإسرائيليين، وبذلك تضر بالصورة التي تحاول بثها حركة حماس حول حسن معاملتها للمدنيين الإسرائيليين المحتجزين لديها".

وأضاف موسى لـ"إرم نيوز"، "أما عن التداعيات الإيجابية، فتلك العملية يمكن أن تمثل رد فعل ونتيجة للعنف الإسرائيلي المتفشي في الضفة الغربية والقدس بما يشير إلى أن العنف لن يولد سوى المزيد من العنف، وأن سياسات حكومة اليمين المتطرف لا يمكن أن تجلب الأمن والسلام للجمهور الإسرائيلي". 

وأشار إلى أنه "قد يكون لتلك العمليات تداعيات على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا سيما أن لهذه الحرب أهداف إستراتيجية لن تؤثر فيها عمليات مقاومة متقطعة لا تختلف كثيرًا عما هو سائد طوال سنوات الاشتباك الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا إن لم تكن عملية ضمن سلسلة عمليات متواصلة تنوي حركة حماس تنفيذها للضغط على إسرائيل لوقف هجومها المدمر ضد قطاع غزة".   

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC