تشهد الساحة الإعلامية في إسرائيل تصاعدًا في حدة التوتر بين وسائل الإعلام المختلفة، في ظل التطورات الإقليمية والداخلية المتسارعة، ما أدى إلى اندلاع "حرب إعلامية" تعكس الانقسام السياسي العميق بين معسكرات الائتلاف الحاكم والمعارضة، وحتى التي توصف بالوسطية.
ويواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة، هجومه على وسائل الإعلام التي يعتبرها مناوئة له، واتسعت خلال الآونة الأخيرة لتشمل حتى صحيفة "يسرائيل هايوم" المحسوبة سابقًا على معسكره.
ويقود نتنياهو مساعي لتضييق الخناق على بعض المنابر الإعلامية، فقد دعا أخيرًا إلى إغلاق "إذاعة الجيش الإسرائيلي"، مبررًا ذلك بأنها "غير عسكرية" وتتبنى خطًا معارضًا للائتلاف الحاكم.
أما القناة 14، المعروفة بولائها لنتنياهو، فقد شنت بدورها هجومًا حادًا على القنوات 11 و12 و13، ووصفتها بأنها تخدم "مصالح معسكراتها السياسية" وتسهم في تأجيج التوتر الداخلي، في حين اعتبر رئيس القناة 14 أن قناته "تعبّر عن صوت الشعب الإسرائيلي الحقيقي".
وتُعد القناة 12، إلى جانب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، و"هآرتس"، وموقع "واللا"، من أبرز المنصات الإعلامية التي تقود الهجوم الإعلامي ضد نتنياهو، خاصة في قضايا الفساد التي يُحاكم بسببها.
وتصاعد التوتر الإعلامي بشكل لافت خلال الساعات الأخيرة بعد أن اتهمت القناة 14 القنوات الأخرى بـ"تجاهل متعمد" لبيان مهم لرئيس الوزراء، إذ قاطعت القناتان 12 و13 الخطاب، واختارتا عدم بثه بالكامل، ما أثار جدلًا واسعًا.
أما القناة 11 الرسمية، فاكتفت ببث نحو دقيقتين ونصف الدقيقة فقط من الخطاب الذي استغرق أكثر من 10 دقائق، من دون تغطية شاملة، وهو ما اعتبرته القناة 14 "إهانة للمشاهدين" و"دليلًا على الانحياز الإعلامي الصارخ" وفق تعبيرها.