بعد ساعات من تبني جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عملية البحر الميت التي قتل فيها الجيش الإسرائيلي شابين تسللا من الأردن وأطلقا النار على جنود إسرائيليين، تنصلت الجماعة من تبني العملية وقالت إنها "عمل فردي".
وكانت الجماعة أعلنت تبنيها العملية، لتغص منصات التواصل الاجتماعي بالغضب على ما اعتبره ناشطون محاولات من الإخوان لزعزعة أمن البلاد.
واعتبر سياسيون أردنيون أن هذه الخطوة تطور خطير في شكل العلاقة ما بين الدولة الأردنية وجماعة الإخوان المسلمين، وتنذر بتصعيد كبير وتغير في طريقة تعاطي الدولة مع التنظيم في الأيام المقبلة.
وفي منشور له على منصة "إكس" تساءل وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة بقوله: "هل قام المنفذان بذلك بقرار من الجماعة أم باجتهاد منهما أم أن هناك طرفا ثالثا يصنع خلايا من عناصر الإخوان ويوجههم بعلم قيادات من الجماعة ومشاركتها؟".
وأكد المعايطة أن "هذه الإجابات سترسم مسارًا جديدًا لوضع الحركة الإسلامية في الأردن".
كذلك قال الوزير الأردني الأسبق، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية أمين المشاقبة في منشور عبر منصة "إكس": "من يغمز أو يطعن بمواقف الأردن الحرة الشريفة ما هو إلا جبان ناكر للجميل، وهذا هو الوطن الأردني لا مجال للمزاودة عليه قيادة وشعبا ومؤسسات وطنية وأجهزة أمنية تحمي الوطن في كل مكوناته ومن لا يعرف علية قراءة التاريخ".
وعقب هذا التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي قالت جماعة الإخوان في بيان لها مساء الجمعة: "تابعت جماعة الإخوان المسلمين الأخبار التي تواردت عن عملية البحر الميت البطولية فجر اليوم، التي نفذها الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس، كرد فعل فردي من شبان أردنيين لم يتحملوا مشاهد الوحشية الصهيونية الغاشمة".
وتابعت في بيانها أن "هذا الفعل ليس جديدا على الشعب الأردني فهو يأتي في سياق مسيرة بدأها الشهيد البطل كايد العبيدات ولم تقف عند الشهيد البطل ماهر الجازي، دون أن ننسى تضحيات جيشنا العربي الذي ما زالت دماء شهدائه شاهدة على أرض القدس وفلسطين".
ويأتي بيان الإخوان هذا بخلاف ما صدر عن المتحدث الرسمي باسم الجماعة معاذ الخوالدة الذي قال في حديث نقلته وكالة "فرانس برس" إن المهاجمين اللذين قتلهما الجيش الإسرائيلي بعد تسللهما من المملكة وإطلاق النار على جنود إسرائيليين، "ينتميان للجماعة وهما من أبنائها وكانا يشاركان دائمًا في الفعاليات المتضامنة مع غزة والمؤيدة للمقاومة".
وكان مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية "الجيش العربي"، قد نفى اليوم الجمعة، صحة الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام عبرية عن اجتياز أشخاص يرتدون الزي العسكري الأردني الحدود الغربية للمملكة (الحدود مع إسرائيل)، وإطلاق النار على جنود إسرائيليين.
وأكد المصدر، في بيان للقوات المسلحة، نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، أن "الجيش العربي يتابع التطورات"، مشددًا على ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
من جهته، كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أصدر بيانا قال فيه: "رصد جنود الجيش عددا من المسلحين الذين عبروا من الأردن إلى الأراضي الإسرائيلية جنوب البحر الميت. تم إرسال القوات إلى موقع الحادث، حيث تم تحييد المسلحين اللذين أطلقا النار على الجنود. عمليات التفتيش في المنطقة ما زالت جارية".
