logo
العالم العربي

مفاجأة جديدة.. نتنياهو منع اغتيال نصر الله وأمر بعودة الطائرات المكلفة بتصفيته

حسن نصرالله وبنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تفاصيل جديدة في عملية اغتيال الأمين العام السابق لميليشيا "حزب الله" حسن نصر الله، في سبتمبر/أيلول 2024 بضاحية لبنان الجنوبية، أبرزها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر بعودة طائرة كانت تعتزم تصفية نصر الله.

وبحسب الصحيفة، تشير التفاصيل، التي نشرت اليوم الأحد، إلى استباق إسرائيل عملية قصف مجمع ميليشيا الحزب جوًا بتسلل عناصر من الموساد إلى مخبأ نصر الله وزرع "أجهزة تقنية" داخله.

أخبار ذات علاقة

مؤيد لحزب الله بعد مقتل حسن نصرالله

الموساد في بيروت.. ضابط إسرائيلي يكشف أسرار اغتيال نصر الله

وفي عملية زرع الأجهزة، اعتمد عملاء الموساد على معلومات سرية جمعتها وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 8200، تفيد باعتزام نصر الله عقد اجتماع مع مستشاريه في مخبأ تحت الأرض بالضاحية الجنوبية.

ولنجاح زرع الأجهزة داخل المخبأ، تقرر تأمين العملاء بغطاء جوي من الضربات المكثفة، ليضطر أفراد أمن ميليشيا الحزب إلى الاحتماء، ما مكن العملاء من مداهمة المخبأ، الذي كان مجرد الاقتراب منه جسديًا صعبًا للغاية نظرًا لتأمينه بصورة عالية جدًا حتى خلال الأيام العادية.

عملية تطوير الأجهزة بدأت في 2022

وكشفت "يديعوت أحرونوت" عن أن إسرائيل عملت على تطوير الأجهزة التي زرعها عملاء الموساد لـ"اصطياد" نصر الله منذ عام 2022، أو بالأحرى قبل عام تقريبًا من يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. حينها، أدرك الموساد حتمية ابتكار جهاز تقني يمكنه تحقيق إصابة هدف بدقة بالغة على أعماق متفاوتة.

وأكدت المعلومات أن حاجة الموساد للأجهزة التقنية لم تقتصر فقط على اغتيال نصر الله، وإنما تجاوزتها إلى استعداد إسرائيل لتنفيذ عمليات مماثلة في إيران.

وفي عملية تطوير المعدات، شاركت "هيئة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية" (رفائيل)، بالإضافة إلى الاستعانة بخبرات كوادر الاستخبارات والتكنولوجيا الإسرائيلية، وتعاون كبير أيضًا من القوات الجوية، وشركة إنتاج الأسلحة الإسرائيلية (البيت). 

وأسفرت عمليات التطوير المشترك عن وصول دقة عالية وقدرات اختراق عميقة للذخائر المفترض إسقاطها على المواقع التي تنتشر فيها الأجهزة.

التصفية عبر دقة إصابة الذخائر للأرض

وأشارت معلومات "يديعوت أحرونوت" إلى أن حاجة الموساد لهذا النوع من الأجهزة تكمن في الحرص على نجاح عمليات التصفية عبر دقة إصابة الذخائر للأرض في الضاحية الجنوبية بلبنان، لا سيما أن طبيعة الأرض الصخرية هناك تحول دون الدقة في إصابة الهدف حتى مع استخدام قنابل بوزن طن للواحدة.

وقالت التقديرات حينها إن انحراف توجيه القنابل عن الهدف ولو مترًا واحدًا كفيل بفشل عملية الاغتيال، أو على الأكثر إصابة المجتمعين في المخبأ فقط؛ لذلك كان من المهم لمطوري المعدات والذخائر أن تصيب القنبلة الهدف بدقة وتحقق الغرض، وكان من المهم أيضًا تسلل عملاء الموساد إلى القاعة السرية الواقعة أسفل المجمع تحت سطح الأرض.

وفي تمام الساعة 18:20 من يوم 7 سبتمبر/أيلول 2024، ألقت 10 طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي 83 قنبلة، تزن كل واحدة منها طنًا، على مقر الاجتماع.

وشاركت في العملية الجوية طائرات إسرائيلية من طراز F-15 I (ثاندر) من السرب 69 (هامر)، إلى جانب طائرات من طراز F-16 I (ستورم)، بالإضافة إلى إلقاء قنابل بلو-109 أمريكية الصنع، المعروفة في سلاح الجو الإسرائيلي باسم "هيفي هيل"، وكانت هذه القنابل مزودة بنظام توجيه للأهداف، بالإضافة إلى نظام التوجيه القياسي عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المزود بآليات التوجيه.

تدخلات نتنياهو لوقف عملية اغتيال نصر الله

تشير المعطيات إلى أن إسرائيل كانت تخطط لاستهداف حسن نصر الله وقادة ميليشياته قبل عام تقريبًا من العملية، وتحديدًا في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأوصى بذلك وزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورئيس أركانه المستقيل هرتسي هاليفي.

إلا أن رؤساء أركان سابقين وقيادات في حكومة تل أبيب حذروا من الإقدام على الخطوة، وعزوا تحذيراتهم إلى تفادي إطلاق هجوم كبير على قادة ميليشيا الحزب في وقت مبكر من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضافت تقديرات المعترضين أن "مثل هذه العملية قد تؤدي إلى تدخل إيران في الحرب بآلاف الصواريخ الباليستية، وبالتالي فتح حرب كبرى من شأنها أن تشكل تحديًا خطيرًا لقدرات الاعتراض والدفاع الإسرائيلية".

كما طالبت الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس جو بايدن آنذاك، بتفادي نشوب حرب إقليمية قد تجبر الجيش الأمريكي على مواجهة ناشطة في حرب شرق أوسطية محتملة.

الأكثر من ذلك، حسب معلومات الصحيفة العبرية، وقبل اغتيال نصر الله بـ10 أشهر، تدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمنع استهداف نصر الله، عازيًا تراجعه إلى التركيز في عمليات إسرائيل العسكرية في قطاع غزة.

الانتخابات الأمريكية أسهمت في عملية الضاحية الجنوبية

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن طائرات سلاح الجو التي كانت في طريقها حينئذ لاستهداف نصر الله تلقت أمرًا عاجلًا بالرجوع إلى قواعدها وعدم تنفيذ العملية، فتوقف استدعاء الطائرات المقاتلة المحملة بجميع أنواع الأسلحة اللازمة.

وفي أغسطس/آب 2024، تلقى نتنياهو رسالة من رئيس الموساد طالب فيها بشن هجوم مضاد شامل على لبنان في موعد أقصاه أكتوبر/تشرين الأول 2024، أي قبل إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وعزا رئيس الموساد إصراره على الطلب إلى ضرورة استغلال فترة انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي لن يرفض فيها بايدن أو حتى ترامب وقادة حزبيهما الهجوم الإسرائيلي، مؤكدًا في التقديرات التي حملتها رسالته أن "فوز كمالا هاريس في الانتخابات يحول حتمًا دون تنفيذ خطة الهجوم على نصر الله".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC