أثار رفض حكومتي ليبيا، لخطط الولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى الأراضي الليبية، تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن ستمضي قدمًا نحو تنفيذها، أم أن الرفض الحكومي سيعرقلها.
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا لوسائل إعلام محلية: إن "الجيش الأمريكي قد ينقل المهاجرين إلى ليبيا عبر طائرة عسكرية في أقرب وقت"، لكنهم أشاروا إلى أن الخطط التي وضعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تزال قابلة للتغيير.
وتوالت بيانات الرفض في ليبيا، حيث لم تشمل فقط حكومتي الاستقرار الوطني والوحدة الوطنية، بل امتدت إلى أطراف أخرى، حيث اعتبر الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر "الخطط الأمريكية مسًا بالسيادة الوطنية"، فيما رفضها المجلس الأعلى للدولة.
وقال الدبلوماسي الليبي السابق، عثمان البدري، "عند الحديث عن مساعي الولايات المتحدة بترحيل مهاجرين غير شرعيين إلى ليبيا، فإن ذلك يأتي في إطار محاولة الإدارة الأمريكية لاستغلال الظرف الراهن في البلاد وحالة عدم الاستقرار وتعدد الحكومات وأيضًا الانقسام السياسي والمؤسسي".
وتابع البدري لـ "إرم نيوز" قائلًا: "في اعتقادي أن هذه التحركات تدل على أن الولايات المتحدة تحاول تعزيز وجودها بكل السبل، ويبدو أن الملف الليبي بدأ يتقدم في الاهتمام الأمريكي، خاصة أننا نشهد الآن تغيرات دراماتيكية في المنطقة، خاصة الشرق الأوسط وإفريقيا، إذ هناك توازنات بدأت تظهر".
وشدد على أن "الرفض الذي أبدته الحكومتان في ليبيا لاستقبال المهاجرين يتماشى مع الرغبة العامة لليبيين كافة الذين يرفضون رفضًا قاطعًا ذلك"، مردفًا بالقول: "لا أتصور أن أي من الحكومتين ستؤيد علنًا على الأقل المحاولات الأمريكية، رغم أن إحدى الحكومتين قد تكون لها تفاهمات غير معلنة أو بشكل سري مع واشنطن مقابل البقاء في السلطة".
من جانبه، قال المحلل السياسي، حسام الدين العبدلي، إن "الشعب الليبي رافض هذه الخطط جملةً وتفصيلًا، والحكومتان لا أعتقد بأنهما قد عقدوا أي صفقة بخصوص إحضار مهاجرين أو مجرمين لديهم سوابق من الولايات المتحدة إلى ليبيا، وهما اتهمتا بعضهما بعضًا أن كل طرف له صفقات في سبيل الحصول على امتيازات سياسية".
وأوضح العبدلي لـ"إرم نيوز" أن "الولايات المتحدة تحاول منذ فترة إبعاد مشكلة المهاجرين عنها وترحل هؤلاء إلى السلفادور، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم بحاجة إلى بلد آخر يكون بعيدًا عن الولايات المتحدة حتى لا يكون لهؤلاء المجرمين أو المهاجرين أي أمل في العودة إلى بلادهم، ويبدو أن لديهم قرارًا بأن دولة ليبيا هي المناسبة، وهذا في حقيقة الأمر ما نقلته رويترز ووسائل إعلام أخرى موثوقة".
وقال إن "ما نخشاه بأن تكون هناك مؤامرة لخلق مرتزقة أو تنظيمات جديدة في ليبيا، وكما نعرف أن هناك محكمة أمريكية أمرت بمنع ترحيل أي مهاجرين إلى ليبيا".
وأشار إلى التنديد من مجلس الشيوخ الفلبيني بمحاولة ترحيل مواطنين فلبينيين إلى ليبيا، ما يعني أن هناك سخطًا عامًا من المنظمات والشعب الليبي والحكومات على هذا الإجراء".
