logo
العالم العربي

"عبء سياسي وأمني".. لماذا تتردد الدول بالانضمام للقوة الدولية في غزة؟

عناصر من حركة حماس في قطاع غزةالمصدر: رويترز

تُبدي العديد من دول العالم تردداً حيال إرسال قوات للمشاركة ضمن القوة الدولية المزمع تشكيلها ونشرها في قطاع غزة، في ظل غياب تحديد دقيق للمهام الموكلة لتلك القوات.

ومع تأكيد مسؤولين أمريكيين عزم الولايات المتحدة تشكيل هذه القوة وإرسالها إلى قطاع غزة، مع حلول العام الجديد، لا تزال هوية الدول المشاركة فيها محدودة، إذ تزداد المخاوف من الانخراط في مهمة قد تتحول إلى عبء سياسي وأمني.

أخبار ذات علاقة

فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة غزة

عمليات نسف إسرائيلية متواصلة داخل "الخط الأصفر" في غزة

ويرى مختصون أن غموض الهدف وتضارب التوجهات، يضع أمام تشكيل هذه القوة عقبات حقيقية تمنع تحولها إلى واقع على الأرض.

وقال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، إن "هناك غموضا يكتنف بعض القضايا المرتبطة بتطبيق قرار مجلس الأمن الأخير، رغم أنه صدر بإجماع دولي، وشمل تأييدًا من الدول العربية والإسلامية والأوروبية".

وأضاف لـ"إرم نيوز": "هذا الغموض برز بشكل خاص في بند تشكيل قوة دولية لحفظ السلام أو الاستقرار، حيث يُعتقد أن الدول العربية أدركت أن تشغيل هذه القوة مشروط بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن".

وتابع إبراهيم: "إسرائيل تسعى لتوظيف هذه القوة كأداة لنزع سلاح الفصائل المسلحة؛ وهو ما أثار تحفظات لدى بعض الدول، التي لا ترغب في الانخراط بصدام مباشر مع الفصائل الفلسطينية".

وأوضح أن "إسرائيل من جانبها لا تريد أي قوة متعددة الجنسيات ما لم تضمن أنها ستكون قادرة على تنفيذ أجندتها الأمنية، وخاصة في ما يتعلق بنزع سلاح الفصائل المسلحة ".

ونوّه بأن "إسرائيل وخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعتبر أن نزع السلاح هو الهدف الأساسي المتبقي لها بعد الحرب، وتسعى لتحقيقه عبر هذه القوة؛ ما دفع بعض الدول العربية والإسلامية، وحتى الأوروبية، إلى التراجع أو التشكيك في جدوى المشاركة فيها".

بدوره يرى المحلل السياسي سامر عنبتاوي، أن تشكيل ونشر القوة الدولية في قطاع غزة في ظل المعطيات الحالية، سيتحول إلى عبء كبير لاحقًا، خاصة مع تعثر تطبيق بقية استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار بناء على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال عنبتاوي لـ"إرم نيوز" إن "تردد الدول في إرسال قوات دولية إلى قطاع غزة يعود إلى جملة من الأسباب، أبرزها الخشية من أن تتحول هذه القوة إلى أداة لتطبيق حل أمني غير مرضٍ للفصائل المسلحة، ما قد يؤدي إلى صدام بينها وبين فصائل المسلحة أو حتى مع سكان القطاع".

وأضاف: "عدم وضوح التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار يثير قلق تلك الدول؛ إذ قد تجد القوات نفسها في وضع حرج بين اعتداءات إسرائيلية وردود فلسطينية؛ ما يقلل من حوافز الانخراط في هذه المهمة".

خطة ترامب بشأن غزة

وقال إن "إسرائيل لم تُبدِ نية للانسحاب الكامل من القطاع، بل تسعى لتكريس الفصل عبر ما يسمى بالخط الأصفر، ما يفاقم التحفظات الدولية".

وأوضح أن "هذه القوات سيتم تحميلها لاحقًا مسؤوليات كبيرة، منها الفشل في منع المجاعة أو تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية، خاصة في ظل عدم انطلاق عملية الإعمار حتى الآن؛ ما يبقي معاناة القطاع قائمة".

أخبار ذات علاقة

عناصر من حركة حماس في قطاع غزة

تحفظات ومخاوف.. أبرز العقبات التي تواجه انتشار القوة الدولية في غزة

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC