مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
تفتح سيطرة اللواء 444 واللواء مجحفل 111 تحت إمرة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة في ليبيا عبد الحميد الدبيبة على عدة مواقع لجهاز دعم الاستقرار، الباب واسعا أمام عدة سيناريوهات بتوسع حرب الشوارع في العاصمة طرابلس، وما قد يؤجج الحرب أكثر، رفض أكبر المناطق في طرابلس سيطرة قوات مصراتة عليها، باعتبارها معاقل لكتائب محلية.
بعد ساعات من قرار عبد الحميد الدبيبة حل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهو القرار الذي رفضه الجهاز، الذي وصفه بـ"الانتقائي"، تمكّن الجهاز من لمّ شمل الكتائب الليبية المعارضة ضمن تكتل موحد، وفق ما كشفت مصادر موثوقة لـ"إرم نيوز".
واستغل الجهاز تزايد حدة الاعتراض الشعبي والقبلي لسياسات الحكومة المستقرة في طرابلس، على خلفية تغذية فصول حرب أهلية أخرى، بعد تصفية عبد الغني الككلي، المعروف باسم "غنيوة"، قائد ما كان يسمى "جهاز دعم الاستقرار".
وتدور اشتباكات متقطعة بين قوات "اللواء 444" و"جهاز الردع" بقيادة عبد الرؤوف كارة على امتداد حدود طرابلس من بوابتها الشرقية، منطقة السبعة، وحتى بوابتها الغربية، منطقة السياحية، وفي عين زارة جنوبا أيضا، ما أسفر عن قتل عدة أشخاص.
ومعلوم أن منح قوات اللواء 444 والمجحفل 111 اليد الطولى في حربها على جهاز دعم الاستقرار ثم ضد قوات الردع القوية، يعيد نفوذ "المصاريت" كما يلقبون شعبيا أو المنحدرين من مدينة مصراتة، الواقعة على بعد 187 كلم إلى الشرق من العاصمة، والمنحدر أيضا منها الدبيبة.
ويهمش ذلك فصائل محلية مسلحة بطرابلس، أمثال كتائب سوق الجمعة التي وافقت على التكتل العسكري مع قوة الردع ليصبح الكيانان يضمان أكثر من 15 مجموعة مسلحة من مناطق صبراتة والزاوية، وزوارة والعجيلات، حيث تم استقطاب قوات الجويلي والمجلس العسكري الزنتان.
ووسط محاولات قبلية خلال الساعات الأخيرة لمنع تمدد الحرب، هناك من يدفع لتغذية المعارك بمختلف الأسلحة وهو ما كشفه الدبلوماسي الليبي السابق حسن الصغير، الذي كشف عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن قوة الردع وزعت ما يزيد على أربعة آلاف قطعة سلاح على شبان ومواطنين من سوق الجمعة وتاجوراء والطائرات المسيرة وحاليا تابعة للردع، حيث تلقى أفرادها تدريبًا عليها طيلة السنوات السابقة.
وفي تبريره لإطلاق العملية العسكرية في طرابلس، أوضح الخبير العسكري الليبي عادل عبد الكافي أنها جاءت لمواجهة بعض التشكيلات المسلحة وقياداتها الذين سيطروا على إدارات الدولة وفرضوا سطوتهم عليها، سبقها توجيه الجهات الأمنية الكثير من الإنذارات لبعض من القادة للتوقف عن تدخلهم في قرارات الدولة الرسمية.
ويتحدث عبد الكافي في تصريح لـ"إرم نيوز"، عن إقامة التشكيلات سجون خاصة بها بعيدة عن المراكز العقابية الرسمية التابعة لوزارة الداخلية، وبناء عليه حدثت هذه المواجهة في العاصمة طرابلس، الأمر الذي سمح بتحييد إحدى هذه المجموعات والسيطرة على مقارها.
بدوره، يحذر نائب رئيس حزب الأمة الليبي أحمد دوغة من توسع حرب الشوارع، مؤكدا أن ليلة البارحة كانت ليلة دامية.
وقال دوغة في تصريح لـ"إرم نيوز" إن الوضع محتقن حاليا، ومعظم الليبيين لا يريدون إراقة مزيد من الدماء، خصوصا داخل العاصمة، ولهذا يعتقد أن الدبيبة ربما يحقق بعض المكاسب السياسية من وراء العملية العسكرية التي أطلقها، غير أنه خسر الحاضنة الشعبية، خاصة منذ إصدار أوامر بالهجوم على قوات الردع، فقد عبر معظم أهالي سوق الجمعة، وهو يعد من أكبر أحياء في طرابلس، عن مساندتهم لقوات الردع.
وفي الأثناء أصدر "حراك مصراتة ضد الظلم" بيانا يندد بالزجّ باسم المدينة في صراعات الحكومة، وفي إشارة إلى دور اللواء 444 والمجحفل 111 المنحدرين من مصراتة، أفاد البيان بأن "الوقائع أثبتت أن مدينة مصراتة لم تشارك بقرارها أو بقواها الوطنية في أي عمل عسكري داخل طرابلس، وأن من زُجّ بهم في المعركة هم قوات أمنية ومجموعات مسلحة تتبع مباشرة لحكومة عبد الحميد الدبيبة، ولا يحق لأحد الادعاء بأنها تمثل مصراتة أو تعبّر عنها".
وجدد موقفه الثابت بأن مصراتة ليست أداة للسلطة، بل مدينة ناهضة بتاريخها، ترفض أن يُستغل اسمها لتغطية مشاريع فاشلة أو جرائم سياسية.