قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة

logo
العالم العربي

لقاء جنبلاط والشرع.. "خطوة استباقية" لتفادي امتداد الانفجار إلى لبنان

لقاء جنبلاط والشرع.. "خطوة استباقية" لتفادي امتداد الانفجار إلى لبنان
أحمد الشرع ووليد جمبلاطالمصدر: (أ ف ب)
03 مايو 2025، 8:01 م

يرى خبراء أن لقاء الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالرئيس السوري في دمشق لم يكن مجرد محطة عابرة في سجل العلاقات السياسية، بل يحمل في طياته دلالات تتجاوز الشخصيات والمناسبات، ليرتبط بمخاوف إقليمية متصاعدة من تمدد التوتر الطائفي في سوريا إلى الداخل اللبناني.

وتنبع أهمية هذا اللقاء من التوقيت الحرج الذي تمرّ به الطائفة الدرزية في سوريا، وسط تصاعد الانقسامات وخطاب الحماية الخارجية، ما قد ينعكس مباشرة على وضع الدروز في لبنان، الذين لطالما التزموا سياسة الحياد الحذر.

أخبار ذات علاقة

عناصر أمن سوريون في السويداء

بين جنبلاط وطريف.. أزمة دروز سوريا "تتعقد" وسط النيران

ويستند المراقبون إلى خصوصية الواقع الدرزي في البلدين، ليقرؤوا هذا التحرك باعتباره خطوة استباقية لاحتواء أزمة قد تتحول إلى فتنة إقليمية تهدد التوازن اللبناني الهش.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي صالح أبو ركن أن السؤال حول زيارة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع هو سؤال مشروع جداً، خاصة أن من المعروف عن جنبلاط أنه يستبق الأحداث عادةً ويرى ما لا يراه الآخرون، في ظل التقاطعات التاريخية بين الوضعين السوري واللبناني، وبشكل خاص على الساحة الدرزية.

وأضاف أبو ركن لـ"إرم نيوز" أن لقاء جنبلاط مع الشرع يمكن قراءته على سياقين: الأول احتواء التوترات الإقليمية، والثاني التخوف الحقيقي من امتداد الصراع إلى الساحة اللبنانية، ومن المرجح أن القلق لدى جنبلاط نابع من تخوفه من امتداد الصراع نحو لبنان بسبب الانقسامات الطائفية، التي يمكن تحصينها من خلال مثل هذه الخطوة.

وأوضح أن هذه الخصوصية السياسية لدروز سوريا تفوق نظيرتها في لبنان خلال الأزمة الحالية، وبالتالي هناك خشية من امتداد التوتر الطائفي إلى لبنان، على الرغم من أن الدروز تاريخياً لطالما اتسمت سياستهم بالحياد والتحفظ السياسي إلا عند الضرورة. أما دور الزعامة، فهو يأتي من باب حماية الطائفة.

وبيّن أن لقاء جنبلاط مع الشرع قد يعكس محاولة ردّ الخطر الوجودي عن الطائفة الدرزية في سوريا، وقطع أي محاولات لتوسيع رقعة التوتر إلى لبنان، لأن الزعيم جنبلاط يعلم تماماً أن وقوع سوريا في فتنة طائفية سيوسّع رقعتها حتماً إلى لبنان والمنطقة، ويفقد الطائفة الوحدة التي تتمتع بها.

وأشار إلى أن هذا اللقاء هو جزء من دور "الحارس" الذي يلعبه جنبلاط لمنع أي انزلاق أو توسّع في رقعة الأوضاع الحالية، على الأقل كمرحلة أولى.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي أن ما يجري في سوريا على صعيد الصراع الداخلي بين الإدارة السورية الجديدة وطائفة الموحدين الدروز ينذر بخطر كبير على مستقبل سوريا ووحدتها، وعلى مستقبل الطائفة الدرزية في سوريا والمنطقة، خصوصاً على صعيد تدخل إسرائيل في هذا الصراع وادعائها حماية الدروز، ومحاولة استمالة هذه الطائفة لمصلحتها وتأليبها على النظام الجديد.

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن في لبنان هناك رأيين متناقضين حيال هذه التطورات:

الرأي الأول يرى أن ما حصل في جرمانا والأشرفية وصحنايا يبقى شأناً سورياً بحتاً، ولا يمكن أن يمتد إلى لبنان، حيث الوضع مختلف، خصوصاً وأنه لا يوجد تماس مباشر أو حساسية بالدرجة نفسها كما في سوريا.

أما الرأي الثاني، وهو الرأي الأكثر قلقاً، فأوضح ريفي أنه يعتبر أن الواقع الدرزي في لبنان جزء لا يتجزأ من أقلية موزعة في هذه المنطقة وغير مستقرة، وهي مهددة. وهذا الأمر قد يكون له تداعيات في حال حصول انفجار في الداخل السوري، وسيكون له انعكاسات على لبنان والمنطقة.

أخبار ذات علاقة

القصر الجمهوري في دمشق

الدروز وجنوب سوريا.. هل تجاوز الشرع "الخطوط الحمراء" لإسرائيل؟

 وقال إن هذا القلق المتزايد دفع النائب السابق وليد جنبلاط إلى التحرك، فزار سوريا والتقى الرئيس الشرع في محاولة لإيجاد أرضية للتهدئة، واستكشاف إمكانيات لاحتواء الأزمة، ولمنع انزلاق الطائفة نحو خيارات خطيرة، خصوصاً أن جنبلاط يدرك أن الرهان على إسرائيل أو الاستقواء بها هو خيار انتحاري للطائفة، ليس في سوريا فقط بل في المنطقة بأسرها.

وأشار إلى أن جنبلاط يرى أن التفاهم مع النظام السوري الجديد، مهما كان صعباً، يشكّل ضرورة حيوية، وهو أفضل للطائفة الدرزية من أن تلجأ إلى إسرائيل. وبالتالي، فإن احتواء الفتنة لا يصب في مصلحة إسرائيل، وربما يسهم هذا الاحتواء في وقت لاحق في انفتاح الطائفة الدرزية على الحكومة الجديدة.

وذكر أن جنبلاط يدرك أن الدروز يجدون أنفسهم أمام خيارين صعبين: إما التعايش مع معادلات الحكم السوري الجديد ومحاولة تجنب فتنة إقليمية قد تنعكس سلباً عليهم، أو الانجراف خلف مشاريع خارجية، إسرائيلية بالتحديد، لا تأخذ مصالحهم بعين الاعتبار، وربما تستخدمهم وقوداً لمحاربة النظام الجديد.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC