إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن حلم إيران بترسيخ نفوذها في منطقة الشرق الأوسط يتعرض لانتكاسة كبيرة مع تدهور الأوضاع في سوريا.
وأضافت الصحيفة، أنه في وقت تتسارع فيه هجمات الفصائل المسلحة، بدأ قادة فيلق القدس الإيراني في الفرار إلى العراق، فيما تسقط المواقع الاستراتيجية، وخاصة الممر البري الذي عملت طهران على بنائه لمدة عقد من الزمن، والذي كان يربط إيران بسوريا ولبنان عبر العراق.
وتابعت، أن الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على جزء من معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وهو نقطة جمركية استراتيجية تستخدم لعبور عشرات الشاحنات والسيارات يوميًا؛ وفي الوقت نفسه، أفادت أنباء بأن الفصائل السورية سيطروا على قاعدة عسكرية كبيرة (اللواء 52) في منطقة درعا جنوبي البلاد.
إجلاء القادة الإيرانيين
وبحسب الصحيفة، بدأت إيران، أمس، إجلاء قادتها وأفرادها العسكريين من سوريا، في ظل التقدم السريع للفصائل المسلحة؛ ومن بين الذين تم إجلاؤهم، قادة كبار في فيلق القدس وأعضاء في الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى موظفين دبلوماسيين وعائلاتهم.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الإخلاء يتم عبر عدة طرق، حيث يطير البعض مباشرة إلى طهران، بينما يتجه البعض الآخر برا إلى لبنان والعراق وميناء اللاذقية؛ وفر اثنان من كبار جنرالات فيلق القدس، اللذان عملا كمستشارين للجيش السوري، إلى العراق بعد سيطرة المتمردين على حمص ودير الزور.
الجيش السوري لا يريد القتال
وقالت الصحيفة، إن مهدي رحمتي اعترف، وهو معلق إيراني بارز يقدم المشورة للحكومة في طهران، بأن "إيران بدأت في سحب قواتها لأننا لا نستطيع القتال كقوة استشارية وداعمة إذا كان الجيش السوري نفسه لا يريد القتال".
وحذر عضو البرلمان الإيراني أحمد نادري من أن "سوريا على حافة الانهيار ونحن نراقب بصمت. وإذا سقطت دمشق، ستفقد إيران أيضًا نفوذها في العراق ولبنان".
وأوضحت الصحيفة، أن الأهمية الاستراتيجية للتطورات الأخيرة تتجاوز حدود سوريا؛ وأن الانسحاب الإيراني، إلى جانب سيطرة المسلحين على المعابر الحدودية الرئيسية وقصف الجسور بين سوريا ولبنان، يهدد مشروع طهران الرئيسي في الشرق الأوسط - "الممر البري".
وبينت الصحيفة أنه تم بناء هذا المحور على مدار أكثر من عقد من الزمن لربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا، وتمكين نقل الأسلحة والمقاتلين والمعدات إلى ميليشيا حزب الله، وغيره من حلفاء إيران في المنطقة.
خسارة استراتيجية لإيران
وأشارت الصحيفة، إلى أن الأزمة في سوريا تأتي في لحظة حرجة بالنسبة لإيران، التي تتعامل في الوقت نفسه مع عدة جبهات: المواجهة مع إسرائيل، والتوترات في الخليج العربي، والضغوط الدولية المتزايدة.
وأضافت معاريف أن انسحاب القوات الإيرانية من سوريا وانهيار الممر البري يضع علامة استفهام كبيرة على مستقبل النفوذ الإيراني في المنطقة، ومن الجدير بالذكر أن سوريا كانت حلقة الوصل المركزية في الاستراتيجية الإيرانية، حيث ربطت الجبهة الشرقية (العراق) بالجبهة الغربية (لبنان).
وختمت الصحيفة بأن فقدان السيطرة على سوريا لا يعني خسارة حليف فحسب، بل يعني أيضًا إضعاف قدرة إيران على دعم ميليشيا حزب الله وممارسة الضغوط على إسرائيل، خاصة في وقت أصبح فيه حزب الله أضعف من أي وقت مضى، وفي حين تركز روسيا - شريكة إيران في سوريا - على الحرب في أوكرانيا.