logo
العالم العربي

من الدوحة إلى غزة.. نتنياهو "يشتري" الوقت ويعقّد مفاوضات إنهاء الحرب

مركبات عسكرية إسرائيلية على حدود غزةالمصدر: رويترز

يحرّك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "مرمى" الحرب من الدوحة إلى غزة، فبعد أسبوع واحد من قصف "نادر" استهدف الوفد المفاوض لحركة حماس في قطر، أطلق الجيش الحملة الثانية من عمليته العسكرية "عربات جدعون" والهادفة لاحتلال مدينة غزة، كخطوة أولى.

ويرى تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية أن نتنياهو يواصل تعقيد المفاوضات وتأجيل أي حل دبلوماسي من خلال استراتيجية مدروسة تركز على شراء الوقت.

 ويعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي على تغيير مطالبه في التفاوض مع حركة حماس عبر الوسطاء، باستمرار، مفضلاً العمليات العسكرية على إنهاء النزاع، مع الحفاظ على المحادثات حية ولو شكلياً، بحسب الصحيفة العبرية. 

وتكشف هذه الاستراتيجية، عن توتر داخلي بين الحفاظ على الائتلاف اليميني الحاكم والضغوط الدولية، إذ يواجه نتنياهو صراعاً بين مصالحه السياسية الداخلية والمطالب الدولية، لكنه غالباً ما ينحاز إلى حساباته التي تذهب نحو إطالة الحرب، بل والبحث عن حروب أخرى في المنطقة. 

أخبار ذات علاقة

زعيم المعارضة يائير لابيد

"يخوض حربا بلا أهداف".. لابيد يشن هجوما لاذعا على نتنياهو

 وأطلق نتنياهو عدة تصريحات "متناقضة" على مدار أشهر، فقد طالب بنفي قادة حماس، ودعم "الهجرة الطوعية" لسكان غزة، استبعاد السلطة الفلسطينية من حكومة مستقبلية، ووجود إسرائيلي دائم على محور فيلادلفيا، ومع ذلك، لم تدرج هذه الشروط في المقترحات الرسمية الأخيرة لإنهاء الحرب.

لماذا التناقض؟

تنقل صحيفة "هآرتس" عن مصدر مطلع على المفاوضات تفسيراً عن أسباب التناقضات في تصريحات نتنياهو، مشيراً إلى أن ذلك يهدف إلى "تضليل" إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقال: "لا أحد يريد أن يُنظر إليه على أنه يرفض اتفاقاً في هذه المرحلة المبكرة".

 وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم أن ترامب هو "مصدر الشرعية لأي اتفاق مستقبلي بين إسرائيل وحماس"، وبالتالي، يتجنّب نتنياهو أي معارضة علنية لمبادرات البيت الأبيض، مفضلاً استراتيجية "شراء الوقت".

وتكشف مراجعة تصريحات نتنياهو عن تراجعات متكررة وفشل في تحويل المفاوضات إلى نتائج ملموسة، فيوم السبت الماضي، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي قادة حماس في الدوحة برفض الاتفاقات لإبقاء الحرب مستمرة، مضيفاً أن تصفيتهم ستزيل عقبة أمام إطلاق الرهائن وإنهاء النزاع. 

لكن هذا الاتهام يُوجه غالباً إلى نتنياهو نفسه، ففي تصريح لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، قال مقرب ترامب: "في كل مرة يحرزون فيها تقدماً، يبدو وكأنه يقصف أحدهم"، مشيراً إلى الغارة الجوية الإسرائيلية على قادة حماس في الدوحة الأسبوع الماضي.

وقبل يوم من هجوم الدوحة، قالت مصادر مقربة من نتنياهو إن إسرائيل "تدرس بجدية" خطة لترامب، لكن الصياغة المبهمة أصبحت سمة لردود مكتبه، بحسب "هآرتس"، إذ بعد الهجوم، طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي شروطاً "غامضة" لإنهاء الحرب.

أخبار ذات علاقة

ذوو الرهائن الإسرائيليين يطالبون بصفقة شاملة

ترامب يوجه تحذيرا جديدا لحماس إذا استخدمت الرهائن دروعا بشرية

 في مايو الماضي، أعلن نتنياهو في الكنيست: "سنحقق نصراً كاملاً.. سنعيد رهائننا، ونقضي على حماس، وننزع سلاح غزة"، لكن بعد أربعة أشهر، لم يحقق أياً من هذه الأهداف.

 كما تراجع عن أفكار مثل منفى قادة حماس أو "الهجرة الطوعية"، مفضلاً حكومة مدنية بديلة "لا تشكل تهديداً لإسرائيل". لكن حتى هذا البيان تغير، حيث اختفت إشارات إلى استبعاد حماس والسلطة الفلسطينية، ليواصل نتنياهو بحسب "هآرتس" استراتيجية التناقض التي يحرّك فيها "مرمى" الحرب من منطقة إلى أخرى في الإقليم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC