صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
قال مصدر عسكري سوري، إن القوات الروسية في سوريا تواصل وبشكل مكثف، نقل تعزيزات عسكرية ومنظومات دفاعية وتجهيزات لوجستية نوعية إلى مطار القامشلي في شمال شرق سوريا، بما يجعل من مطار القامشلي، القاعدة الثالثة لروسيا في سوريا، دون أن يعني ذلك تخليها عن أي من قاعدتيها في حميميم وطرطوس على الساحل السوري.
وكشف المصدر لـ "إرم نيوز" أن القوات الروسية نقلت منظومة (Pantsir S1 ) للدفاع الجوي إلى المطار. كما وصلت وحدات إلكترونية مختصة في الحرب السيبرانية. وهو مايشير، وفقا للمصدر العسكري إلى أن روسيا لا تحضر فقط عسكريا بل رقميا أيضا، وتستعد لمعركة معلوماتية ومراقبة إقليمية.
وأشار المصدر إلى أن الأصول العسكرية المتطورة التي تم نقلها من قاعدة حميميم إلى القامشلي، لم يجرِ تفكيكها من قاعدة حميميم، وإنما أحضرتها طائرات النقل الروسية الضخمة من روسيا على مدى الشهرين الماضيين عبر العديد من الرحلات الجوية.
وكانت طائرات الشحن الروسية العسكرية قد نشطت من وإلى مطار حميميم خلال الشهرين الماضيين، حيث حطت في "حميميم" العديد من طائرات النقل العسكرية الضخمة، المحملة بالمعدات العسكرية.
وحينها قالت مصادر داخل قاعدة حميميم لـ "إرم نيوز" إن القوات الروسية في قاعدة حميميم اتخذت إجراءات مشددة وأحاطت عملية تفريغ محتويات الطائرات بسرية كبيرة، منعا من كشف محتويات الطائرات.
في سياق متصل، ذكر المصدر العسكري السوري أن روسيا، وتزامنا مع نقل المعدات العسكرية إلى مطار القامشلي، تتواصل مع ضباط منشقين عن النظام السابق داخل مناطق قسد، في محاولة لاستمالة "العناصر المحلية الخبيرة" إلى الفلك الروسي.
لماذا مطار القامشلي؟
الباحث السوري مازن بلال، قال لـ "إرم نيوز" إن مطار القامشلي، من الناحية الجيوسياسية، ليس مجرد منشأة عسكرية بالنسبة للروس؛ بل عقدة حيوية تقع على تقاطع مصالح قوى متنازعة (تركيا، الولايات المتحدة، حكومة دمشق، وقوات سوريا الديمقراطية).
مشيرا إلى أن موسكو اختارت هذا الموقع لتعزيز وجودها العسكري في لحظة فراغ نسبي بعد التجميد الكامل لمؤسسات الدولة السورية في بعض مناطق الشمال الشرقي، خصوصاً بعد 8 ديسمبر 2024، ونية إدارة ترامب خفض وجودها العسكري في الشمال الشرقي لسوريا.
ووفقا لبلال، تحاول روسيا أن تخلق قوة ضابطة لتوازنات الشمال السوري، في وقت تشهد فيه العلاقة بين واشنطن وقسد نوعا من التراخي، وتعاني طهران من عزلة نسبية داخل المشهد الكردي.
ويقرأ الباحث السياسي السوري، التحرك الروسي في القامشلي، في سياق استراتيجيي يتجاوز الانتشار العسكري، فموسكو، كما يقول، بخبرتها في إدارة الأزمات وملء الفراغات، تتعاطى مع هذه الخطوة كوسيلة متعددة الوظائف: ردع، تفاوض، توازن، وتحكّم.
ملء الفراغ
ويوضح أنه "مع الانسحاب التدريجي أو إعادة تموضع القوات الأمريكية في بعض النقاط، تسعى روسيا لملء الفراغ، ليس عبر المواجهة المباشرة، بل بإظهار "شرعيتها" من خلال التنسيق مع عدد من الأطراف المحلية وتقديم خدمات أمنية واستشارية.
ويلفت بلال إلى أن الوجود الروسي المتعاظم في القامشلي يمنح موسكو قدرة إضافية للضغط على أنقرة في ملفات مثل منبج وتل رفعت، ويُربك حسابات الجيش التركي في التعامل مع "العمق الكردي".
ويشير إلى أن تعزيز النفوذ الروسي في القامشلي يمنح الكرملين أوراقا إضافية على طاولة التفاوض سواء في آستانة أو نيويورك، خصوصا مع عودة الزخم لمسار "التسوية الشاملة".
ويخلص الباحث السوري إلى أن روسيا، كما تبدو في تحركاتها بالقامشلي، لا تسعى فقط للانتشار بل لإعادة كتابة قواعد النفوذ في سوريا، "فما بين التراجع الأمريكي، وتفكك الدولة، والارتباك التركي، تفتح موسكو نافذة استراتيجية جديدة"، كما يقول.