الكرملين: بوتين وترامب قد يلتقيان مرة أخرى قريبا
انتهاكات جديدة تواجهها تجمعات سكنية تُعرف بـ "الكنابي" تقع على أطراف مدن ولاية الجزيرة وسط السودان، من قبل ميليشيات متحالفة مع قوات عبد الفتاح البرهان، وسط مطالبات بإعداد ملف لمقاضاة حكومة بورتسودان دوليًّا.
وواجهت المنطقة انتهاكات سابقة في يناير/ كانون الثاني الماضي، دانتها منظمات حقوقية، إذ وصفها حينها المرصد السوداني لحقوق الإنسان بأنها "عملية تطهير عرقي وانتهاكات جسيمة ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية".
ومنذ أيام تتعرّض التجمعات السكانية "الكنابي" لاعتداءات من قبل ميليشيا "درع السودان" الحليفة لقوات بورتسودان، بقيادة شخص يُدعى "كيكل"، إلى جانب مجموعات مسلحة أخرى.
ووفق بيان لـ "مركزية مؤتمر الكنابي"، نشرته وسائل إعلام محلية، فإن السكان في المنطقة الواقعة بولاية الجزيرة، اتهموا جهات مسلحة بالضلوع في عمليات سلب ونهب وترويع منظم، تهدف إلى تفريغ تلك المناطق من سكانها تحت ستار ما يُسمى بـ"التعاون".
وتعرّضت مناطق كمبو القوز وكمبو زغاوة وقرية 14 ريفي المسيد، في الأيام الأخيرة، إلى اعتداءات وصفها البيان بـ"البشعة" شملت نهب الممتلكات وترويع المدنيين بأساليب "إرهابية وهمجية"، تسببت في حالة من الهلع العام، وفق تعبير البيان أيضًا.
واعتبر بيان المركزية أن الانتهاكات الجديدة تمثل "مرحلة متقدمة من التهجير القسري، سواء بشكل مباشر أو عبر دفع السكان إلى المغادرة بسبب انعدام الأمن والخدمات"، موثقًا حالات اعتقال تعسفي وسوء معاملة تعرض لها عدد من السكان دون تهم واضحة أو إجراءات قانونية سليمة.
وتوعّد بيان المركزية بمقاضاة حكومة بورتسودان دوليًّا، مشيرًا إلى البدء بإعداد ملف يتضمنّ كل الانتهاكات المروّعة. ووجّه في موازاة ذلك نداء لسكان الكنابي لتوثيق كل الانتهاكات بالصوت والصورة والشهادة.
وتابع البيان "فضح الجرائم هو أولى خطوات تحقيق العدالة، وأن بناء الوطن لا يتم بالخوف بل بالشجاعة والوعي والتنظيم".
وتشكل الانتهكات ضد "الكنابي" منهجًا لدى الميليشيات المتحالفة مع بورتسودان، ففي يناير الماضي قالت منظمات حقوقية إن الآلاف من سكان تلك التجمعات، اضطروا للفرار بعد عمليات انتقامية وتصفيات ارتكبتها مجموعات مقاتلة مع الجيش بعد دخولها مدينة مدني عاصمة الإقليم.
واُرتكبت عمليات تطهير عرقي، وقتل على أساس الهوية، وإلقاء لأشخاص في النهر أحياء، وإعدامات ميدانية على الطرق العامة. كما واجه سكان تلك المناطق وأغلبهم من العاملين في مشروع الجزيرة الزراعي، أوضاعًا مأساوية بعد مقتل ما لا يقل عن 120 شخصًا حرقًا ورميًا بالرصاص وإحراق بيوتهم المبنية بمواد محلية بسيطة.
وحينها، وصف المرصد السوداني لحقوق الإنسان في بيان، ما يتعرض له سكان "الكنابي" بعد دخول قوات بروتسودان والميليشيات الأخرى إلى مدينة ود مدني، بأنها "عملية تطهير عرقي وانتهاكات جسيمة ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية".
وأظهر مقطع مروّع جنودًا يقيدون شابًّا بالحبال ويلقون به في النيل الأزرق من أعلى جسر حنتوب الرابط بين شرق المدينة وغربها، مطلقين عليه بطريقة هستيرية وابلًا من الرصاص.