كشفت مصادر سودانية أن قوات الدعم السريع قد تبدأ في مهاجمة مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان "في أي لحظة"، بعد سلسلة من الهزائم المتتالية التي تكبدها الجيش السوداني على تخوم المدينة.
وكانت آخر الهزائم التي تعرض لها الجيش يوم السبت، عندما حاول التقدم لاستعادة مدينة "بوط" الاستراتيجية، التي استولت عليها قوات الدعم السريع في نوفمبر الماضي، إلا أنه وقع في كمين محكم.
استعدادات لشن هجوم على الدمازين
وفي تصريحات لمصادر مقربة من قوات الدعم السريع، تم التأكيد على أن القوات قد أنهت استعداداتها لشن هجوم على مدينة الدمازين، وقد تهاجمها في أي لحظة.
وأكدت أن هذه القوات حشدت تعزيزات كبيرة واستولت على إمدادات عسكرية مهمة من الجيش السوداني الذي كان يحاول استرداد منطقة "بوط".
وتوقعت المصادر أن تفاجئ قوات الدعم السريع الجيش مرة أخرى، كما فعلت حينما اجتاحت مدينة سنجة، بينما كان الجيش يخطط للسيطرة على مدينة ودمدني في وقت سابق.
وتسعى قوات الدعم السريع إلى بسط سيطرتها على كامل الحدود مع دولة جنوب السودان وأجزاء من الحدود الشرقية مع إثيوبيا. وفي حال تمكنت من دخول مدينة الدمازين، فإن ذلك سيجعلها تسيطر بشكل كامل على منطقة حيوية، وفقاً للمصادر.
كما أن قوات الدعم السريع قد تكون قد انسحبت مؤخراً من ولاية سنار باتجاه الجهة الجنوبية الغربية لولاية النيل الأزرق، حيث سيطرت على محلية التضامن ومنطقة "بوط" الاستراتيجية، التي تعد واحدة من أهم المعابر مع جنوب السودان.
كما تمددت قوات الدعم السريع إلى الجهة الغربية، وسيطرت على منطقة "التبون" في ولاية النيل الأبيض، ما أدى إلى انسحاب قوات الجيش المتمركزة هناك إلى حدود دولة جنوب السودان. منذ ذلك الحين، أصبحت ولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق مهددة من قبل قوات الدعم السريع، وتواجه مدينة الدمازين خطر الهجوم المباشر.
هزائم متلاحقة للجيش السوداني
وخلال الشهر الماضي، تلقى الجيش السوداني سلسلة من الهزائم المتلاحقة أثناء محاولاته الهجوم على قوات الدعم السريع في مدينة "بوط" الاستراتيجية، التي أصبحت نقطة محورية للدعم السريع.
وآخر تلك الهزائم حدثت يوم السبت، حيث سقطت إحدى متحركات الجيش في كمين نصبته قوات الدعم السريع، التي أعلنت عن تصفيتها له واستلام أسلحة ومركبات قتالية.
وفي تصريح عبر منصة "إكس"، قال الباشا طبيق، المستشار العسكري لقوات الدعم السريع، إن ما حدث نتيجة أي محاولة "انتحارية" من الجيش السوداني و"الحركات المرتزقة وكتائب البراء الإرهابية".
كما أضاف الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع أن قواتهم تمكنت من صد هجوم كبير للجيش السوداني في منطقة "بوط"، حيث سحقوا متحركاً كاملاً للقوات الحكومية، واستولوا على 12 مركبة قتالية، بالإضافة إلى عربة "دفار جامبو" محملة بالأسلحة والذخائر. وأسفرت المعركة عن مقتل أكثر من 270 جندياً، فضلاً عن تدمير عدد من المركبات.
وأشار البيان إلى أن مقاتلي قوات الدعم السريع مصممون على مواصلة عملهم لتحرير البلاد من "سطوة الدولة القديمة" وبناء سودان جديد على أسس عادلة ترفع الظلم عن جميع السودانيين.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو على منصة "إكس" يظهر جانباً من المعارك التي دارت في ولاية النيل الأزرق، حيث وقع عدد من الجنود السودانيين أسرى في قبضة قوات الدعم السريع.
المتحرك الثالث للجيش السوداني
تعتبر هذه الهزيمة ثالثة من نوعها بالنسبة للجيش السوداني، حيث سقطت قواته في كمين لقوات الدعم السريع في منطقة "بوط" التي كانت تحاول استعادتها.
وتعد مدينة بوط الحدودية مع دولة جنوب السودان أحد أهم النقاط الاستراتيجية التي يسيطر عليها الدعم السريع بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني في العاشر من ديسمبر الماضي، حيث انسحب الجيش إلى دولة جنوب السودان وسلم أسلحته هناك.
وأكد المحلل الأمني عادل بشير في تصريح لـ"إرم نيوز" أن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة "بوط" الاستراتيجية تعني أنها قد تتمكن لاحقاً من التحكم في كامل الحدود مع جنوب السودان، وهو ما يجعل المنطقة حالياً أحد أهم المعابر الحدودية.
وأضاف أن احتفاظ الدعم السريع بالسيطرة على "بوط" يعزز وضعها ويتيح لها الاستعداد لمهاجمة ولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق من مناطق استراتيجية، خصوصاً مدينة الدمازين، التي باتت في مرمى نيران الدعم السريع.
كما أشار إلى أن سيطرة الدعم السريع على مدينة "بوط" تمنحها سيطرة على خط إمداد خارجي حيوي بعد أن كانت القوات محاصرة في منطقة وسطية معزولة عن خطوط الإمداد الداخلية والخارجية.
مناطق أخرى تحت سيطرة الدعم السريع
وتسيطر قوات الدعم السريع على مناطق استراتيجية في ولاية النيل الأزرق مثل "جريوة" و"قُلي" و"بوط"، وقد فشلت محاولات الجيش السوداني المتكررة لاستعادتها، بعد أن تكبد العديد من الهزائم.
وتعد هذه المناطق بمثابة نقاط انطلاق لقوات الدعم السريع في مسعاها لتوسيع نفوذها داخل السودان، مما يزيد من تعقيد الوضع العسكري في المنطقة.