ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
رأى خبير إسرائيلي بارز، أن خطة ترامب في غزة، تنطوي على فشل استراتيجي بعيد المدى، يضمن تموضع حماس للأبد على "قُمرة قيادة" القطاع؛ وافترض آليات تعامل إسرائيل المستقبلية مع ما وصفه بـ"الواقع المأزوم".
وجاءت رؤية الخبير إيلي بارؤون في سياق ورقة بحثية، نشرها موقع "نتسيف" العبري، صباح اليوم الجمعة، وأكدت أن "حماس سوف تحاول، ومن المرجح أنها ستنجح، في البقاء على قمرة قيادة قطاع غزة للأبد".
وأشار الباحث، وهو رئيس فريق النيران المضادة في معهد أبحاث الإرهاب بجامعة رايخمان، إلى أن "أدوات إعادة تموضع حماس، كانت جوهر الاتفاق الذي جرى التفاوض والتوقيع عليه في منتجع شرم الشيخ المصري، وبرعاية مباشرة من الولايات المتحدة".
وأوضح أن "الاتفاق يضمن بقاء حماس في القطاع من خلال مئات الآلاف من أنصارها وقياداتها العسكرية؛ وهو ما يمنح الحركة فرصة لإدارة القطاع عمليًّا، بما في ذلك إدارة النظام التعليمي، والسلطات البلدية، والنظام الصحي، وغيرها".
وحصلت حماس بموجب الاتفاق على شرعية إدارة الأمن الداخلي بأكمله، بما يشمل المنظومة القضائية، والشرطة، والسجون، وجميع مجالات الحياة؛ بالإضافة إلى إسقاطه مشروع تهجير الغزيين من جدول الأعمال، والإبقاء على تسليح حماس (رسميًّا) بالأسلحة الخفيفة عبر جهاز شرطي، ويمكن تحويله لاحقًا إلى جيش نظامي، يتكون في قوامه من ألوية وكتائب نخبوية، حسب ما أوردته الورقة البحثية.
وألمح إيلي بارؤون إلى أن "إعادة إعمار قطاع غزة إقتصاديًّا، لن تحول دون ضخ مليارات الدولارات في خزائن حماس"؛ عازيًا ذلك إلى ما أسماه "طبيعة الأمور في الشرق الأوسط".
أما فيما يخص آليات تعامل إسرائيل مع الواقع، الذي بات محسومًا في قطاع غزة، بمنظوره، فأوصى الباحث الإسرائيلي بـ"التراجع نهائيًّا عن غباء الإيمان بإمكانية السلام طويل الأمد في الشرق الأوسط"، وحتمية الانتباه إلى أن "مفهوم السلام الشامل يقتصر فقط على الأيدلوجيات الأوروبية، ولا يوجد عمليًّا وثقافيًّا في منطقة الشرق الأوسط أيصًا".
وأتبعت الورقة البحثية وصاياها للمستوى السياسي والأمني في تل أبيب، مشيرة إلى ضرورة مواصلة البناء العسكري، واستخلاص الدروس المستفادة من الحروب التي خاضتها إسرائيل مؤخرًا، والاستعداد بها لحروب قادمة".
وخلص الباحث إلى أن "إسرائيل في حاجة إلى سياسة وخطة عمل لمهاجمة كل خطر أمني، كما هو الحال حاليًّا مع ميليشيا "حزب الله".