ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
حالة من الجدل حلّت في الأوساط السياسية اللبنانية، بسبب طلب وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لنظيره الإيراني عباس عراقجي بعقد لقاء بينهما في دولة محايدة من أجل حلّ وتسوية القضايا العالقة، في ظل العلاقة بينهما التي يشوبها توتر وتصعيد بحكم موقف رجي الذي ينتمي إلى حزب القوات اللبنانية الذي يقود ما يُعرف بـ"الخط السيادي" في لبنان.
وقال مصدر دبلوماسي لبناني إن ما بدر عن رجي هدفه تقديم رسالة سياسية للخارج مفادها أن قرار حزب الله، الذي يهدد سيادة لبنان وأرضه، في يد إيران وليس في يد الميليشيا اللبنانية، موضحًا أن الوزير عندما تحدث عن هذا الطلب، ليس الغرض منه عقد لقاء مع عراقجي فعليًا.
وأوضح المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أنه في حال حدوث لقاء مثل هذا، سيؤكد رجي أنّ لبنان دولة ذات سيادة وحرية قرار، وأنّ تدخل إيران عبر حزب الله لم يعد مقبولًا، مشيرًا إلى أن هذا هو الموقف ذاته والرسالة التي أبلغ بها الوزير اللبناني نظيره الإيراني في عدة مشاهد ومواجهات دبلوماسية، على خلفية التدخل الإيراني، التي كان من بينها تصريحات سابقة لعراقجي.
وأشار المصدر إلى أن زيارة وزير الخارجية اللبناني لإيران غير ممكنة في ظل استمرار طهران في التعامل مع حزب الله بدلًا من الدولة، لافتًا إلى أن المشكلة مع إيران تكمن في قول شيء وفعل شيء آخر، وأنّ الكرة اليوم في ملعبها إذا أرادت دفع الأمور نحو الحل، وإلزام حزب الله بمساعدة لبنان في عملية حصر السلاح، حتى يُرفع الضغط الدولي عن بيروت، وأيضًا التهديدات بالعدوان عليها من جانب إسرائيل بذريعة سلاح الميليشيا.
وكان وزير الخارجية اللبناني قد صرّح في مقابلة متلفزة: "أطلب من وزير الخارجية الإيراني أن نعقد لقاءً بيننا في دولة محايدة من أجل حلّ وتسوية القضايا العالقة". ليأتي ردّ وزير الخارجية الإيراني مرحّبًا بأي حوار مباشر يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية.
وقال عراقجي عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" إن بلاده لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وإنها منفتحة على الحوار الثنائي دون الحاجة إلى وسيط أو دولة ثالثة.
وفي هذا الإطار، أكد مصدر سياسي حزبي لبناني أن العنوان الأساسي الذي يريد رجي تقديمه من هذا الطلب هو كفّ يد إيران عن التدخل في الشأن اللبناني عبر حزب الله، موضحًا أنه حتى حلفاء إيران، ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، باتوا ينقلون هذه الرسالة إلى طهران عبر موفدين، لأنّ الزمن تغيّر، ولم يعد ممكنًا التعامل مع لبنان بالطريقة السابقة، في ظل دفع لبنان وشعبه الثمن، والطائفة الشيعية تحديدًا تدفع الثمن الأكبر.
وبيّن المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أنّ إيران توجه قرارات حزب الله، وهي التي تعرقل أي تقدّم في ملف تسليم السلاح، لأنها تضغط على الميليشيا في هذا الموضوع، مؤكدًا أن قرار السلاح موجود لدى طهران، وأنّ الدولة اللبنانية، باستثناء الرئيس بري الذي يحاول تدوير الزوايا مع الجانب الإيراني، تتحرك للوصول إلى حل في هذا الملف، وفق تعبيرها.
واستكمل المصدر أن إيران، عبر حزب الله، تشكّل العثرة في وجه تحقيق أي تقدّم في مسألة تسليم السلاح، لأنها تضغط على الحزب بهدف عدم تسليم السلاح.