ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
أكد خبراء عسكريون وإستراتيجيون أن زيارة وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، إلى دمشق جاءت بناءً على طلب سوري، في ظل استنزاف منظومات الدفاع الجوي السوري خلال السنوات الأخيرة، وعجز الجانب الروسي عن تعويض خسائر هذه المنظومات الناتجة عن الضربات الإسرائيلية المتكررة.
وشدد الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن طهران باتت أمام حتمية تحمل مسؤولية أكبر في تعويض سوريا عن هذه الخسائر الجسيمة التي تتعرض لها بسبب الضربات الإسرائيلية.
وأوضحوا أن وزير الدفاع الإيراني يسعى، خلال هذه الزيارة، إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، خاصة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، ومناقشة الخطط الإسرائيلية البديلة التي تهدف إلى استهداف الخاصرة الرخوة جنوب سوريا، وتحديدًا من منطقة "دير العشائر – صبورة – يعفور"، للسيطرة على معبر "المصنع" مع لبنان، ومن ثم الالتفاف نحو ضهر البيدر.
ووصل وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق مؤخرًا في زيارة غير محددة المدة، برفقة وفد رسمي، حيث التقى بكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، واجتمع يوم الأحد بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتعد هذه الزيارة الثانية لمسؤول إيراني إلى سوريا خلال أيام قليلة، إذ سبقها زيارة مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، الذي بحث مع الرئيس السوري، الخميس الماضي، التصعيد الإسرائيلي في المنطقة و"ضرورة إيقاف العدوان المستمر على غزة ولبنان"، وفق بيان للرئاسة السورية.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي السوري، كمال الجفا، إن زيارة وزير الدفاع الإيراني تأتي في ظل أوضاع معقدة ووضع أمني مقلق لسوريا، مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق المدنية والعسكرية، مشيرا إلى أن سوريا دفعت أثمانًا باهظة خلال السنوات الـ12 الماضية نتيجة هذه الضربات، وسط صمت المجتمع الدولي عن إدانتها.
وبيّن الجفا، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الزيارة جاءت استجابة لطلب سوري، مع تفاقم استنزاف منظومات الدفاع الجوي السوري، بالتزامن مع عجز روسيا عن تعويضها.
وأضاف أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت مناطق أثناء عبور منظومات الدفاع الجوي السوري، ما يفرض على الجانب الإيراني تحمل مسؤولية أكبر لدعم دمشق.
وأشار الجفا إلى أن المباحثات تركزت على تعزيز التعاون العسكري، ووضع الجانب الإيراني في صورة المخاطر التي تواجه سوريا، خصوصًا مع الخطط الإسرائيلية لاستهداف جنوب البلاد، والالتفاف على معبر "المصنع" وضهر البيدر بعد الغارات العنيفة التي نفذتها تل أبيب مؤخرًا.
وأوضح أن المرحلة الحالية شديدة التعقيد، ولا يمكن لدمشق تحمل عبء العدوان الإسرائيلي بمفردها، مؤكدًا ضرورة زيادة الدعم الإيراني المطلق لسوريا في مواجهة هذه التحديات.
من جانبه، أشار المحلل السياسي السوري، غسان يوسف، إلى أن الزيارة تهدف إلى تنسيق عالي المستوى بين سوريا وإيران، في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة، مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان وسوريا.
وأكد يوسف لـ"إرم نيوز"، أن هناك قوات إيرانية في سوريا، وأن الزيارة تتضمن بحث أوجه التعاون والتنسيق لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
وأضاف أن الزيارة تسعى إلى وضع إستراتيجيات جديدة لمواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي، مع التركيز على التطورات في المنطقة، خصوصًا ما تخطط له تل أبيب في لبنان وسوريا.
وشدد يوسف على أهمية التنسيق الإستراتيجي بين دمشق وطهران، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مراحل متقدمة من التعاون العسكري والتصنيع، خاصة مع تزايد التهديدات المشتركة، وهو ما يستوجب بحث جميع الأبعاد الإستراتيجية والعسكرية في ظل التصعيد الإسرائيلي.