تباينت الآراء السياسية بشأن التصريحات الإيرانية الجديدة المتعلقة بأذرعها في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وانهيار ما تسميه طهران بـ"محور المقاومة"، بعد الضربات التي تعرضت لها حركة حماس في غزة، وميليشيا حزب الله في لبنان.
وكان رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، صرح بأن "إيران لم تفقد أذرعها الإقليمية بالمنطقة بعد سقوط نظام الأسد".
وأضاف أن "مقتل قادة حزب الله كان أشد علينا من سقوط الأسد، لكن الحزب أصبح أقوى، وجماعات المقاومة أظهرت قدرتها على التكيف مع الظروف الجديدة، والعمل بشكل أكثر حيوية وقوة".
وبهذا الصدد، يرى الخبير في الشؤون الإقليمية، رفيق أبو هاني، أن "التصريحات الإيرانية بشأن حلفاء طهران في المنطقة هي للاستهلاك الإعلامي، ولا يمكن البناء عليها على أساس أن لدى حلفاء طهران القدرة على الدخول في مواجهة ضد إسرائيل".
وقال أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، إن "إيران تواصل عمليات التضليل والخداع والمكابرة لمواطنيها بالدرجة الأولى، ولحلفائها ومناصريها بالمنطقة بالدرجة الثانية، وتحاول إقناعهم بأن مشروعها في المنطقة لم يكتب له الفشل".
وأضاف "تلك التصريحات منفصلة عن الواقع، خاصة أن سقوط نظام الأسد يمثل أحد العوامل الرئيسة لانهيار التحالف الإيراني في المنطقة، ويمكن عدُّه الضربة الأقسى لمحور طهران في الشرق الأوسط، وعامل قوي لتفككه".
وأشار إلى أن "إيران تكابر بعدم الاعتراف بذلك، وتواصل مساعيها من أجل ترميم أوضاع محورها، من خلال التصريحات غير الواقعية، وتنصلها من المسؤولية عن انهيار نظام الأسد، بعدِّها قدمت له النصائح التي لم يستمع لها".
وتابع أبو هاني: "بتقديري لن تتمكن إيران من استعادة قوتها بشكل سريع في المنطقة، كما أن سقوط نظام الأسد سيكون له تأثير جوهري في تراجعها عن المواجهة المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل، وسيفتح جبهات قتال ضد حلفاء آخرين لها".
بدوره، يرى المحلل السياسي، باسل منصور، أن "التصريحات الإيرانية تمثل محاولة أخيرة لإحياء المحور الذي عملت طهران على إنشائه وتعزيز قوته العسكرية لسنوات"، مبينًا أن هذه المحاولات مكتوب لها الفشل بالوقت الراهن.
وقال منصور، لـ"إرم نيوز"، إن "فقدان إيران لنظام الأسد أفقدها البيئة الرئيسة الحاضنة لما تسميه محور المقاومة، وسيضعف قدرتها على الدعم اللوجستي والعسكري لحلفائها في لبنان وغزة".
وتابع: "سقوط نظام الأسد أحدث فارقًا في المخطط الإيراني".
ورجح منصور أن "تواجه إيران صعوبات كبيرة للغاية في إمداد حزب الله وحماس بالقدرات العسكرية، وستنجح إسرائيل في قطع جميع طرق الإمداد التي كانت تمر عبر سوريا"، مؤكدًا أن سقوط نظام الأسد يعني انهيار المشروع الإيراني بالمنطقة.
وختم قائلًا: "إيران تدرك أكثر من أي طرف آخر أنها لن تتمكن لسنوات طويلة من إعادة بناء محورها، وأن الفصائل المسلحة التابعة لها بالمنطقة ستعاني جراء سقوط نظام الأسد، كما أن شعور بعض الأطراف، حركة حماس، بالخذلان من المحور الإيراني سيلقي بظلاله على المرحلة المقبلة".