مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
قطع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا طريق الإمداد بين "محور المقاومة"، الذي كان يتخذ من سوريا مسارًا إستراتيجيًّا يربط بين إيران والعراق ولبنان، بحسب خبراء أمنيين وعسكريين.
وتعدُّ سوريا حلقة مركزية تربط "محور المقاومة" في الإقليم، إذ تمثل الأراضي السورية شريانًا حيويًّا لنقل الإمدادات والأسلحة والمقاتلين بين إيران ولبنان عبر العراق.
كما كانت الفصائل العراقية تعتمد بشكل كبير على ميليشيا حزب الله اللبنانية، خاصة في مجالات التدريب وتصنيع الأسلحة، بالإضافة إلى إرسال المستشارين وتشغيل المنشآت الحربية وتطوير الصواريخ.
وشكل هذا التعاون حجر الزاوية في قدرات تلك الفصائل، لكنه يواجه الآن تحديات كبيرة بعد انهيار المسار الذي كان يربط الطرفين عبر سوريا.
وفي هذا الصدد، قال نقيب في الجيش العراقي، إن "الحدود الآن مغلقة بشكل كامل، ولا يُسمح بعبور أي مجموعة مدنية أو شبه عسكرية إلى هناك، كما أن فصائل المعارضة السورية تسيطر على الجزء المقابل من بعض الحدود، وتمنع التقدم نحو حدود العراق".
وأضاف النقيب العراقي، الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز"، أنه "تم إغلاق بعض المعابر غير الرسمية التي كانت تستخدم لتهريب الأسلحة، وإدخال شخصيات لبنانية إلى العراق".
وأوضح أن "خطوط الإمداد الخاصة ببعض الجماعات انقطعت تمامًا"، لافتًا إلى وجود توجيهات رسمية من القيادة العليا، بـ"منع نقل أو إدخال أي شخص".
وقال النقيب إن "بعض المسارات كانت مخصصة لنقل الأسلحة وتهريب المخدرات، ودخول شخصيات لا ترغب بالمرور عبر مطار بغداد، أو النجف".
ويرى الخبراء أن سقوط نظام الأسد شكل ضربة قاسية لمخطط ميليشيا حزب الله اللبنانية، التي وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكسب الوقت لإعادة بناء ترسانتها العسكرية، كما فعلت بعد حرب يوليو/ تموز عام 2006.
وأكدوا أن سقوط نظام الأسد "أنهى أي فرص محتملة لإعادة تعزيز قدرات ميليشيا حزب الله العسكرية عبر القنوات التقليدية"، إذ تهاوت أبرز ممرات نقل الأسلحة الحيوية، عبر سوريا، لا سيما طريق القصير في ريف حمص، الذي شكل القاعدة العسكرية الأساسية للميليشيا، وارتبط بموقع إستراتيجي يدعم عملياتها.
لكن سقوط مدينة حمص بيد فصائل المعارضة السورية، تبعه انهيار سريع في القصير، حيث انسحب الجيش السوري من المدينة، وتبعه انسحاب حزب الله، ما أفقد الميليشيا اللبنانية واحدة من أبرز قلاعها العسكرية، ووجه ضربة قاسية لإستراتيجيتها في تأمين خطوط الإمداد والاتصال.
وفي هذا الإطار، يرى المحلل الأمني، حميد العبيدي، أن "المرحلة المقبلة بالنسبة للفصائل ستمثل تحديًا لها، فيما يتعلق بامتداداتها الإقليمية، ما يعني أنها ستنكفئ داخليًّا لتنظيم أوراقها، خاصة مع قدوم الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، وتشكل رأي عام عراقي لإنهاء دور الجماعات المسلحة، وتعزيز سلطة الدولة".
وأوضح العبيدي، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الجماعات قد تبدأ، بعد مرحلة الإنكفاء، في البحث عن مخارج لإعادة التواصل مع ميليشيا حزب الله، التي ستبدأ هي الأخرى بإعادة تجميع قوتها".
ولفت إلى أن هذا الأمر سيحتاج أعوامًا ليتبلور، وسط توقعات بأن تحول العقوبات الأمريكية دون إعادة تنظيم صفوف الفصائل العراقية.