كشف مصدر حكومي عراقي رفيع المستوى عن دور سياسي وزعيم ديني "شيعي" مقرب من طهران في الوساطة المباشرة بين واشنطن وطهران قبيل الضربة الإسرائيلية لإيران.
وقال المصدر، لـ"إرم نيوز"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن "تأخير الضربة الإسرائيلية لإيران لم يكن فقط بسبب الاستعدادات العسكرية، بل كانت هناك وساطات بين واشنطن وطهران لخفض التصعيد في المنطقة عبر إقناع الأخيرة بقبول ضربة محدودة مقابل عدم الرد على إسرائيل وإنهاء سلسلة الضربات بين الطرفين".
وأضاف أن "سياسيًّا وزعيمًا دينيًّا شيعيًّا لعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران، وكان ناقلًا للرسائل، ما أدى إلى عقد اجتماع، الأربعاء الماضي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين الطرفين استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة".
ولم يفصح المصدر عن طبيعة المعلومات التي تم تبادلها خلال الاجتماع أو نتائجه، إلا أنه رجح أن تكون واشنطن قد قدمت لطهران خارطة بنك الأهداف الإسرائيلية التي تم استهدافها.
وشنت إسرائيل، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، سلسلة غارات جوية داخل إيران، استهدفت عدة مواقع من بينها أهداف في العاصمة الإيرانية طهران. وأعلن الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن "تنفيذ الهجوم تم بتوجيه من المستوى السياسي ردًّا على هجمات النظام الإيراني ضد إسرائيل ومواطنيها".
ومن جانبها، أعلنت واشنطن عن انتهاء الرد الإسرائيلي على إيران، وطلبت من الأخيرة عدم الرد أو التصعيد، مؤكدة أنه لو قررت إيران الرد "فسنكون مستعدين تمامًا للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى، وستكون هناك عواقب وخيمة".
واستمرت الضربة الإسرائيلية على إيران نحو 4 ساعات، حيث أكدت هيئة البث الإسرائيلية انتهاء الهجوم الذي شاركت فيه مئات الطائرات المقاتلة، مستهدفةً 20 موقعًا عسكريًّا.
من جهته، أكد نائب في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي وجود وساطات عراقية أدت إلى خفض التصعيد بين طهران وتل أبيب. وقال النائب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "آخر رسائل واشنطن لطهران كانت قبل الضربة الإسرائيلية بساعتين أو ثلاث تقريبًا، وكان مفادها أن الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب في المنطقة، وحثت طهران على عدم الرد".
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "وسطاء عراقيين حملوا رسالة واشنطن إلى أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية، التي أوصلت الرسالة بدورها للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ويبدو أنها استوعبت الرسالة جيدًا".
كما لم تستهدف الضربات الإسرائيلية أي أهداف داخل العراق، حيث تمكن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية فؤاد حسين من إقناع واشنطن بمنح الحكومة وقتًا إضافيًّا لضبط بعض الفصائل التي تستهدف إسرائيل.